قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

267/519
*

ويجوز «يفعل» مكان «فعل» ؛ كقوله : (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) [الأنفال : ٤٩] ، أي : قال المنافقون ، وذلك كثير في القرآن ؛ فعلى ذلك قوله : (يُؤْتِكُمْ خَيْراً).

ويحتمل قوله : (يُؤْتِكُمْ) أيضا ، أي : يثيبكم ويعطيكم أفضل مما أخذ منكم في الآخرة ، والله أعلم.

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ) لما كان في الشرك ؛ كقوله : (فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) [البقرة : ١٩٢] للذنوب ، وذو تجاوز ، (رَحِيمٌ) يرحم في الإسلام.

ويحتمل قوله (١) : (يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) من الفداء ، أو ما أخذ منهم بمكة ؛ أخبر أنه يؤتهم خيرا من ذلك في الدنيا من الأموال وغيرها.

والإثخان : قال ابن عباس (٢) : القتل.

قال أبو معاذ : (يثخنون) ، أي : يذلون (٣) ، المثخن : الذليل.

[و](٤) قال أبو عوسجة (٥) : (حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ) [أي : يثخن في أهل الأرض](٦) ، يكثر القتلى والجراحات ؛ يقال : أثخنت في القوم : إذا أكثرت فيهم القتل والجراحات ، ويقال : ضربه حتى أثخنه ، أي : ضربه حتى لا يقدر على القيام ، وهو ما ذكر محمد (٧) في بعض مسائله : أنه إذا رمى صيدا بسهم فأصابه حتى أثخنه ، ثم رمى آخر بسهم فأصابه ـ فإنه للأول ؛ لما أنه صيره بالإثخان خارجا من أن يكون صيدا ، وهو الضرب الذي وصفناه.

وثخن يثخن ثخانة فهو ثخين ، وثخن يثخن ثخونة واحد ، أي : غلظ.

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ).

يحتمل أن تكون الآية صلة ما سبق من الآيات ، وهو قوله : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ...) الآية [الأنفال : ٥٦] ، وقوله : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ...) الآية [الأنفال : ٦٢] وغير ذلك (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) ونحوه ، فقال : (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ) : في نقض العهد وغير ذلك من الأمانات ، (فَقَدْ خانُوا اللهَ

__________________

(١) زاد في ب : أيضا.

(٢) أخرجه ابن جرير (٦ / ٢٨٦) (١٦٣٠٢) عن مجاهد ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٦٧) وزاد نسبته لابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر عن مجاهد.

(٣) في ب : يذللون.

(٤) سقط في أ.

(٥) قال الخازن في تفسيره (٣ / ٦٥) : والمعنى : حتى يبالغ في قتال المشركين ويغلبهم ويقهرهم.

(٦) سقط في ب.

(٧) ينظر : العناية شرح الهداية (١٠ / ١٣٢ ، ١٣٣).