قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٥ ]

247/519
*

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ).

قال بعضهم : لا تحسبن الذين نجوا وتخلصوا منك ـ يا محمد ـ من المشركين [يوم بدر](١) أني لا أظفرك بهم في غيره من الحروب والمغازي ، وأنهم يفوتون ويعجزون الله عن ذلك.

وقال بعضهم (٢) : ولا تحسبن الذين كفروا أنهم يعجزون ويفوتون عن نقمة الله وعذابه.

وقرأ بعضهم بنصب الألف (٣) : (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) ، فمن قرأ بالنصب طرح «لا» وجعلها صلة ، وقال : لا تحسبن أنهم يعجزون.

وأما قراءة العامة : فهي بالخفض : (إِنَّهُمْ) فهو على الابتداء (٤) ، فقال : إنهم لا يعجزون [على الابتداء](٥).

[وقيل : العجز : السبق](٦).

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).

قال بعضهم : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، ولا تخرجوا إلى الحرب في المغازي ، كما خرجتم إلى بدر بلا سلاح ولا قوة ؛ لأنه أراد أن يجعل حرب بدر آية ؛ ليميز بين المحق والمبطل ، وبين الحق والباطل ؛ لذلك أمركم بالخروج إليها بلا سلاح ولا عدة ،

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) انظر : تفسير ابن جرير (٦ / ٢٧٣).

(٣) وهي قراءة ابن عامر وحده. ينظر : إتحاف الفضلاء (٢٣٨) ، والإعراب للنحاس (١ / ٦٨٣) ، والبحر المحيط (٤ / ٥١٠) ، والتبيان (٥ / ١٧١) ، والحجة لابن خالويه (١٧٢) ، والحجة لأبي زرعة (٢٣٤) ، والنشر لابن الجزري (٢ / ٢٧٧).

فالفتح إما على حذف لام العلة ، أي : لأنهم. واستبعد أبو عبيد وأبو حاتم قراءة ابن عامر. ووجه الاستبعاد : أنها تعليل للنهي ، أي : لا تحسبنهم فائتين ؛ لأنهم لا يعجزون ، أي : لا يقع منك حسبان لفوتهم ؛ لأنهم لا يعجزون. وإما على أنها بدل من مفعولي الحسبان.

وقال أبو البقاء : إنه متعلق ب «حسب» : إما مفعول ، أو بدل من «سبقوا» ، وعلى كلا الوجهين تكون «لا» زائدة ، وهو ضعيف ؛ لوجهين :

أحدهما : زيادة «لا».

والثاني : أن مفعول «حسب» إذا كان جملة وكان مفعولا ثانيا كانت «إن» فيه مكسورة ؛ لأنه موضع ابتداء وخبر.

ينظر : اللباب (٩ / ٥٥٠) ، الإملاء لأبي البقاء (٢ / ٩).

(٤) في أ : بالابتداء.

(٥) سقط في أ.

(٦) سقط في ب.