وصفوان ، وأبيّ بن خلف (وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) اللات والعزى (إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ). وأخرج مسلم ، وأبو داود ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته : اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
(فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٩) قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠) فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (٥٤) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١))
قوله : (فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ) المراد بالإنسان هنا : الجنس باعتبار بعض أفراده أو غالبها ، وقيل المراد به الكفار فقط والأوّل أولى ، ولا يمنع من حمله على الجنس خصوص سببه ، لأن الاعتبار : بعموم اللفظ وفاء بحقّ النظم القرآني ، ووفاء بمدلوله ، والمعنى : أن شأن غالب نوع الإنسان أنه إذا مسه ضرّ من مرض ، أو فقر ، أو غيرهما دعا الله ، وتضرع إليه في رفعه ودفعه (ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا) أي : أعطيناه نعمة كائنة من عندنا (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ) مني بوجوه المكاسب ، أو على خير عندي ، أو على علم من الله بفضلي. وقال الحسن ، على علم علمني الله إياه ، وقيل : قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة ، وجاء بالضمير في أوتيته مذكرا مع كونه راجعا إلى النعمة لأنها بمعنى الإنعام. وقيل : إن الضمير عائد إلى ما ، وهي موصولة ، والأوّل أولى (بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ) هذا ردّ لما قاله ، أي : ليس ذلك الذي أعطيناك لما ذكرت ، بل هو محنة لك ، واختبار لحالك أتشكر أم تكفر؟ قال الفراء : أنث الضمير في قوله : «هي» لتأنيث الفتنة ، ولو قال بل هو فتنة لجاز. وقال النحاس : بل عطيته فتنة. وقيل : تأنيث الضمير باعتبار لفظ الفتنة ، وتذكير الأوّل في قوله : (أُوتِيتُهُ) باعتبار معناها (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) أن ذلك استدراج