بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله ، وأبرأه ممّا يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، فو الله إنّ بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا» وأخرج نحوه البزار وابن الأنباري وابن مردويه من حديث أنس. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، وابن جرير ، وابن المنذر والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى) قال : قال له قومه إنه آدر ، فخرج ذات يوم ليغتسل فوضع ثيابه على حجر فخرجت الصخرة تشتد بثيابه ، فخرج موسى يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بني إسرائيل فرأوه وليس بآدر فذلك قوله : (فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً). وأخرج الحاكم وصححه من طريق السدّي عن أبي مالك عن ابن عباس وعن مرّة عن ابن مسعود وناس من الصحابة : أن الله أوحى إلى موسى إني متوفّ هارون فأت به جبل كذا وكذا ، فانطلقا نحو الجبل فإذا هم بشجرة وبيت فيه سرير عليه فرش ، وريح طيب ، فلما نظر هارون إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال : يا موسى إني أحبّ أن أنام على هذا السرير ، قال نم عليه ، قال نم معي ، فلما نام أخذ هارون الموت ، فلما قبض رفع ذلك البيت ، وذهبت الشجرة ، ورفع السرير إلى السماء ؛ فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل قالوا قتل هارون ، وحسده حبّ بني إسرائيل له ، وكان هارون أألف بهم وألين ، وكان في موسى بعض الغلظة عليهم ، فلما بلغه ذلك قال : ويحكم إنه كان أخي أفتروني أقتله؟ فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله ، فنزل بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدّقوه. وأخرج البخاري ، ومسلم ، وغيرهما عن ابن مسعود قال : قسم رسول الله ذات يوم قسما ، فقال رجل : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله ، فذكر ذلك للنبيّ صلىاللهعليهوسلم فاحمرّ وجهه ثم قال : رحمة الله على موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر. وأخرج أحمد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : صلّى بنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة الظهر ثم قال : على مكانكم اثبتوا ، ثم أتى الرّجال فقال : إن الله أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا ، ثم أتى النساء فقال : إنّ الله أمرني أن آمركنّ أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في كتاب الأضداد عن ابن عباس في قوله : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) الآية قال الأمانة الفرائض عرضها الله على السموات والأرض ، والجبال إن أدّوها أثابهم ، وإن ضيعوها عذبهم ، فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها ، ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها ، وهو قوله : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) يعني : غرّا بأمر الله. وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في كتاب الأضداد ، والحاكم وصححه عنه في الآية قال : عرضت على آدم ، فقيل خذها بما فيها فإن أطعت غفرت لك ؛ وإن عصيت عذبتك ، قال : قبلتها بما فيها ، فما كان إلا ما بين العصر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الذنب. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عنه أيضا من طريق أخرى نحوه.
* * *