وما تأكله الأنعام ، والبهائم من الحشيش والمراعي. وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : (وَازَّيَّنَتْ) قال : أنبتت وحسنت ، وفي قوله : (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) قال : كأن لم تعش ، كأن لم تنعم. وأخرج ابن جرير عن أبيّ بن كعب وابن عباس ومروان ابن الحكم أنهم كانوا يقرءون بعد قوله : (وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) وما كان الله ليهلكها إلّا بذنوب أهلها. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه كان يقرأ : وما أهلكناها إلّا بذنوب أهلها (كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز قال : كان مكتوب في سورة يونس إلى حيث هذه الآية (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) إلى (يَتَفَكَّرُونَ) ، ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يشبع نفس ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب. فمحيت. وأخرج أبو نعيم والدمياطي في معجمه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) يقول : يدعو إلى عمل الجنة. والله : السلام ، والجنة : داره. وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن قتادة نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله : (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) قال : يهديهم للمخرج من الشبهات ، والفتن ، والضلالات. وأخرج أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من يوم طلعت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلّهم إلا الثقلين : يا أيها الناس هلمّوا إلى ربكم فما قلّ وكفى خير ممّا كثر وألهى ، ولا آبت شمسه إلا وكل بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين : اللهم أعط منفقا خلفا ، وأعط ممسكا تلفا [فأنزل الله في ذلك كله قرآنا ، في قول الملكين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) وأنزل في قولهما : اللهم أعط منفقا خلفا ...] (١) (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ـ وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) إلى قوله (لِلْعُسْرى) (٢). وأخرج ابن جرير ، والحاكم ، وصحّحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، عن سعيد بن أبي هلال سمعت أبا جعفر محمد بن علي يتلو (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فقال : حدّثني جابر قال : «خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما فقال : «إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي ، وميكائيل عند رجلي ، يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا ، فقال : اسمع سمعت أذنك ، واعقل عقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك مثل ملك اتخذ دارا ، ثم بنى فيها بيتا ، ثم جعل فيها مأدبة ، ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه ، فمنهم من أجاب الرسول ، ومنهم من ترك ؛ فالله هو الملك ، والدار الإسلام ، والبيت الجنة ، وأنت يا محمد رسول ، فمن أجابك دخل الإسلام ، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومن دخل الجنة أكل منها». وقد روي معنى هذا من طرق. وأخرج أحمد في الزهد ، وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) قال : ذكر لنا
__________________
(١). ما بين حاصرتين استدرك من الدر المنثور [٤ / ٣٥٥].
(٢). الليل : ١ ـ ١٠.