من الأنصار : «أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، والسّمع والطّاعة ، ولا ينازعوا في الأمر أهله ، ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم ، قالوا : نعم ؛ قال قائل الأنصار : نعم ، هذا لك يا رسول الله! فما لنا؟ قال : الجنة». وأخرج ابن سعد أيضا من وجه آخر ليس في قصّة العقبة ما يدلّ على أنها سبب نزول الآية. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال : من مات على هذه التسع فهو في سبيل الله (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) إلى آخر الآية. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن المنذر عن ابن عباس قال : الشّهيد من كان فيه التّسع الخصال المذكورة في هذه الآية. وأخرج أبو الشيخ عنه قال : العابدون الذين يقيمون الصّلاة. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عنه أيضا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أول من يدعى إلى الجنّة الحمّادون ؛ الذين يحمدون الله على السرّاء والضراء». وأخرج ابن جرير عن عبيد بن عمير قال : سئل النبي صلىاللهعليهوسلم عن السائحين فقال : «هم الصّائمون». وأخرج الفريابي وابن جرير ، والبيهقي في شعب الإيمان ، من طريق عبيد بن عمير عن أبي هريرة مرفوعا مثله. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه وابن النجار من طريق أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا مثله. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا مثله. وقد روي عن أبي هريرة موقوفا ، وهو أصحّ من المرفوع من طريقه ، وحديث عبيد بن عمير مرسل ، وقد أسنده من طريق أبي هريرة في الرواية الثانية. وقد روي من قول جماعة من الصحابة مثل هذا : منهم عائشة عند ابن جرير وابن المنذر ، ومنهم ابن عباس عند ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ ، ومنهم ابن مسعود عند هؤلاء المذكورين قبله. وروي نحو ذلك عن جماعة من التابعين. وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أبي أمامة أنّ رجلا استأذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في السياحة فقال «إنّ سياحة أمّتي الجهاد في سبيل الله» وصحّحه عبد الحق. وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في هذه الآية قال : هذه أعمال قال فيها أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : إن الله قضى على نفسه في التّوراة والإنجيل والقرآن لهذه الأمة أن من قتل منهم على هذه الأعمال كان عند الله شهيدا ، ومن مات منهم عليها فقد وجب أجره على الله. وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : الشّهيد من لو مات على فراشه دخل الجنة. قال : وقال ابن عباس : من مات وفيه تسع فهو شهيد. وقرأ هذه الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) يعني بالجنّة ، ثم قال : (التَّائِبُونَ) إلى قوله : (وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) يعني : القائمين على طاعة الله ، وهو شرط اشترطه الله على أهل الجهاد ، وإذا وفوا لله بشرطه ؛ وفى لهم بشرطهم.
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣) وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤))