أن شعيبا كذاب فلا يفتننكم عن دينكم. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد (بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ) قال : بكل سبيل حق (وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) قال : تصدّون أهلها (وَتَبْغُونَها عِوَجاً) قال : تلتمسون لها الزيغ. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدّي (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ) قال : هو العاشر (وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) قال : تصدّون عن الإسلام (وَتَبْغُونَها عِوَجاً) قال : هلاكا. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : هم العشار. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية عن أبي هريرة أو غيره ـ شك أبو العالية ـ قال : أتى النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة أسري به على خشبة على الطريق لا يمرّ بها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته قال : ما هذا يا جبريل؟ قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثم تلا (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ). وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله : (وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها) قال : ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم بعد إذ نجّانا الله (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا) والله لا يشاء الشرك ، ولكن يقول : إلا أن يكون الله قد علم شيئا ، فإنه قد وسع كل شيء علما. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس قال : ما كنت أدري ما قوله : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول : تعال أفاتحك ، تعني أقاضيك. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (رَبَّنَا افْتَحْ) يقول : اقض. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي قال : الفتح : القضاء ، لغة يمانية إذا قال أحدهم تعال أقاضيك القضاء قال : تعال أفاتحك. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس (لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) قال : لم يعيشوا فيها. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (فَكَيْفَ آسى) قال : أحزن. وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما ، قبر إسماعيل وقبر شعيب ، فقبر إسماعيل في الحجر ، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود. وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه أن شعيبا مات بمكة ومن معه من المؤمنين ، فقبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة وبين باب بني سهم. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحاق قال : ذكر لي يعقوب ابن أبي مسلمة «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا ذكر شعيبا قال : ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يريدهم به ، فلما كذّبوه وتوعّدوه بالرّجم والنفي من بلادهم وعتوا على الله أخذهم عذاب يوم الظلة».
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ