بحث قرآني
الآيات الشريفة التي وردت في أحوال أهل الكتاب ـ ذات المقاطع الثلاثة ـ هي من أدق ما ورد في القرآن الكريم في وصف أهل الكتاب في الحال والمآل ، فقد استوفت جميع الجوانب الظاهرة والخفية التي لم يطلع عليها أحد إلا الله تعالى ، وتبين ما تطويه ضمائرهم ، وما يختلج في نفوسهم بالنسبة إلى الرسول والمؤمنين وأصل الإيمان ، ولا أظن أحدا يمكنه ـ مهما بلغ به الأمر ـ أن يصف عدوا بمثل ما وصف به القرآن الكريم أهل الكتاب ، فقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات جميع الوسائل والسبل التي تشبث بها أهل الكتاب في الهدم والتخريب والتشويه ، وهي من ملاحم القرآن الكريم التي ظهرت آثارها من حين نزوله وبلغت أعلى مراتبها في هذه الأعصار. وهي تدل على أمور لا بد من ملاحظتها والبحث حولها ، وهي :
الاول : أن أهل الكتاب من أعداء الإسلام والمسلمين ، بل من ألد أعدائهم.
الثاني : انهم يضمرون في نفوسهم الكيد بالمسلمين وخديعتهم ، ولا يدعون فرصة يمكن أن يستفيدوا منها في تحقيق نواياهم.
الثالث : أنهم يخادعون المؤمنين ويشنون الحرب النفسية عليهم ، وهي من أهم السبل في زعزعة الإيمان ، وقد عرفنا القرآن الكريم بهذه الخديعة قبل استعمالها في عصرنا الحاضر بأشد أنواعها ووسائلها وحذر المسلمين من آثارها.
الرابع : الحرب الاقتصادية بالاستيلاء على اموال المسلمين ووسائل