عليه ايضا قوله تعالى : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) أيضا ، فقد كذبوا الآيات الباهرات التي دلت على صدق رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، وما عرفوه من الدلائل على نبوته ورسالته وصدق دعواه التي وردت في كتبهم.
وقد واجه المسلمون أبّان الدعوة الاسلامية هذه المكائد والخدع من الكافرين وعانوا منها أشد المعاناة ولا يزالون كذلك ، إلا أنه تعالى أظهر كيدهم وخدعهم ، وأمر المسلمين بالصبر والاستقامة والالتفاف حول الرسول الكريم واتباعه ، وفي قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ) كمال العناية بالمؤمنين ، وفيه إيماء إلى انهم على هداية الله تعالى ، وأمرهم بالتمسك بها والاستقامة عليها.
بحث روائي
في تفسير القمي عن الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ...) قال «إن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لما قدم المدينة ، وهو يصلي نحو بيت المقدس أعجب ذلك القوم فلما صرفه الله عن بيت المقدس الى بيت الله الحرام وجدت اليهود من ذلك ، وكان صرف القبلة صلاة الظهر ، فقالوا : صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله المسجد الحرام».
أقول : يصح أن تحمل هذه الرواية على بيان بعض مصاديق عاداتهم لا الاختصاص ، وأن مورد النزول لا يكون مخصصا للحكم