أنهم وفدوا على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في السنه العاشرة من الهجرة ، ومنهم من قال : بأنهم وفدوا سنة تسع من الهجرة ، ويلزم من ذلك الاختلاف في وقت نزول الآية الشريفة.
ويمكن القول بأن الإعتبار يشهد بأن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) قد كتب إلى نصارى نجران أيضا في السنة التي كتب إلى الملوك والرؤساء ، لأنهم كانوا اقرب اليه من غيرهم. فيكون ما ذكره المفسرون في شأن نزول هذه الآية الشريفة من باب الجريان والتطبيق ويمكن أن تكون الوفود متعددة فتارة وفدوا في سنة ست ، وأخرى في سنة تسع أو عشر من الهجرة.
بقي شيء وهو أن البيهقي نقل في الدلائل : أن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان : بسم الله إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب من محمد رسول الله إلى أسقف نجران إن إسلمتم فاني احمد إليكم الله إله ابراهيم وإسحاق ويعقوب أما بعد فاني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وإلى ولاية الله من ولاية العباد فان أبيتم فقد آذنتكم بالحرب والسلام ـ الحديث ـ.
وأشكل عليه أولا : بأن الكتاب لم يتصدر ببسم الله الرحمن الرحيم بخلاف سائر كتبه (صلىاللهعليهوآله).
ويمكن الجواب عنه : بأنه ربما يكون الكتاب إلى نجران متعددا أو انما فعل ذلك رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لأجل التودد والمجاراة معهم.
وثانيا : أن سورة النمل مكية نزلت قبل هجرة النبي ، وكيف يجتمع مع قصة نجران.
وفيه : بأن النزول له مراتب والمراد به في المقام قبل ظهورها