والواو في قوله
تعالى : (وَاللهُ يُحْيِي
وَيُمِيتُ) للحال كما ان اللام في قوله تعالى : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ) موطئة للقسم ، وان اللام في قوله تعالى : (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ) واقعة في جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب
القسم عليه.
والتنوين في (لَمَغْفِرَةٌ) و (رَحْمَةٌ) للتنكير ، ولبيان عدم حد للمغفرة والرحمة ، وليذهب ذهن
المخاطب إلى اي مذهب ممكن وقرأ الجمهور (متم) بالكسر من مات يمات مثل خفتم من خاف
يخاف ، وقرأ بعضهم بضم الميم من مات يموت مثل كنتم من كان يكون.
بحث دلالي
يستفاد من
الآيات الشريفة امور :
الاول : الآية الشريفة (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا) تؤكد مضمون الآيات السابقة ، وتضع حدا فاصلا بين
الأقاويل الكاذبة وما هو الحق ، وتبين للمؤمنين ما يجب الاعتقاد به لا سيما في
الظروف الصعبة التي لا بد من أخذ الحيطة والحذر من المنافقين والتمسك بتعاليم
الإسلام ولدفع كيدهم.
الثاني : يستفاد من قوله تعالى : (لَوْ كانُوا عِنْدَنا
ما ماتُوا وَما قُتِلُوا) انما قالوا ذلك تثبيطا لمن بقي من إخوانهم لئلا يلحقوا
بالمؤمنين حتى لا يصيبهم ما أصاب السابقين فيموتوا او يقتلوا فهم كانوا يعتقدون
امتناع موت إخوانهم أو قتلهم عند حضورهم لديهم فكأنهم العلة في حفظهم ، وهدا نحو
من الشرك.