والثبات والعزيمة والتزام الطاعة ، والالتفاف حول الرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) وقد عرفت سير القتال في ما تقدم ، ولما انقضت الحرب اشرف أبو سفيان على الجبل فقال : يوم بيوم بدر والحرب سجال ، ثم انصرف أبو سفيان ومن معه وقال : ان موعدكم العام المقبل ، ثم بعث رسول الله (صلىاللهعليهوآله) عليا في أثرهم وقال : «انظر فان جنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة وان ركبوا الخيل فإنهم يريدون المدينة ، فو الذي نفسي بيده لئن أرادوها لأناجزنهم. قال علي (عليهالسلام) : فخرجت في أثرهم فامتطوا الإبل وجنبوا الخيل يريدون مكة» وكانت حصيلة هذه الحرب انه قتل من قريش جمع غفير ، وقيل اثنان وعشرون رجلا وأثخن الجراح فيهم ، ودفن المشركون موتاهم.
واما المسلمون فقد استشهد منهم سبعون رجلا أو نيف وسبعون وقد أصابهم الجراحات لا سيما الذين كانوا يحوطون حول رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقد وجد في علي (عليهالسلام) ستون جراحة وفي أبى دجانة نيف وسبعون. والتمس المسلمون قتلاهم فرأوا أن المشركين قد مثّلوا بهم وكان التمثيل بحمزة (عليهالسلام) شر تمثيل «ووقعت هند وصواحباتها على القتلى يمثلن بهم واتخذت هند من آذان الرجال وآنافهم خدما (الخلخال) وقلائد». وأقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال : رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لابنها الزبير ليردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة ، فلقيها الزبير فأعلمها بأمر النبي (ص) فقالت : انه بلغني انه مثل بأخي وذلك في الله قليل فما ارضانا بما كان من ذلك لاحتسبن ولأصبرن فاعلم الزبير النبي (صلىاللهعليهوآله) بذلك فقال : خل سبيلها فأتته وصلت عليه