فسقط وأخذت حربتي فهززتها ورميته بها فوقعت في خاصرته وخرجت من ثنته فسقط ، فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده وجئت به إلى هند. فقلت : هذه كبد حمزة فأخذتها في فمها فلاكتها فلفظتها ورمت بها.
واجتمع المسلمون رويدا رويدا وتجمعوا حول الرسول واستعصموا بالجبل وبلغ الإعياء برجال قريش حدا بالغا ، وفشلت محاولاتها لقتل الرسول الكريم والقضاء على المسلمين وكانت هذه محنة كبيرة على المسلمين ، وقد حكي عزوجل عنها فقال تعالى : (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) آل عمران ـ ١٥٢ وآل حال المسلمين إلى الاضطراب ودخل قسم من المنهزمين المدينة ولاذ الباقون إلى الفرار.
النصر :
قررت قريش بعد المحاولات العديدة للقضاء على المسلمين وبلغ بهم التعب والإعياء اكثر مما لحق بالمسلمين فقررت إنهاء القتال وكان ذلك لأسباب عديدة نذكر المهم وسيأتي في الآيات التالية قسم آخر.
منها : الإمداد الغيبي الالهي بعد التوبة عليهم ، وصرف المشركين عنهم بإلقاء الرعب في قلوبهم قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ. سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِما أَشْرَكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)