ومن ذلك يعلم ان هزيمة المشركين كانت منكرة بحيث ان المسلمين تركوهم وبادروا إلى جمع الغنائم والاسلاب ثم تبعتهم الرماة وانتصر المسلمون نصرا باهرا.
المحنة :
لما انشغل المسلمون بجمع الغنائم وغفلوا عن عدوهم انحط خالد ابن الوليد وكان على ميمنة جيش المشركين على عبد الله بن جبير وقد فر معظم أصحابه وبقي في نفر قليل ، فقتلهم على باب الشعب ثم اتى المسلمين من أدبارهم ونظرت قريش إلى الراية قد رفعت فلاذوا بها ولم يتنبه المسلمون إلا والمشركون فوق رؤسهم وأحاطوا بهم فانهزموا هزيمة عظيمة واقبلوا يصعدون الجبال وفي كل وجه حتى خلص المشركون إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فجرحوا وجهه الشريف وكسروا رباعيته اليمنى من ثناياه السفلى ورموه بالحجارة حتى سقط في حفرة من الحفر التي كان ابو عامر الفاسق يكيد بها المسلمين ، وحمل ابن قميئة على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وقال : «أروني محمدا لا نجوت ان نجا فضربه على حبل عاتقه ونادى قتلت محمدا واللات والعزى» وتطارد هذا الخبر في المعركة وكان حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبو دجانة سماك بن خراشه وجماعة اخرى قليلة قد التفوا حول الرسول الكريم مستقتلين فكلما حملت طائفة على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) استقبلهم علي (عليهالسلام) فدفعهم عنه حتى تقطع سيفه فدفع اليه رسول الله (صلىاللهعليهوآله) سيف