عنها توليا عن الحق وإظهاره واعراضا عن السعادة ويكون البقاء على اهوائهم الباطلة وافكارهم المزيفة فسادا والله عليم بأنهم مفسدون لا يريدون الا الفساد والشقاء ، ولا فساد أعظم من البقاء على الباطل وترويجه وإفساد عقائد الناس واضلالهم والاعراض عن التوحيد والحق وليس ذلك إلا إفسادا للفطرة وجلب الشقاء للناس وان الله تعالى عليم يجزيهم جزاؤهم الذي يستحقونه.
ويستفاد من قوله تعالى : (عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) ان الله تبارك وتعالى عليم بأنهم يعرضون عن المباهلة لان الفساد استولى عليهم فلا يذعنون للحق ، وقد تحقق ذلك منهم وصدق ما أخبره الله تعالى.
بحوث المقام
بحث دلالي :
تدل الآيات الشريفة على امور :
الاول : يدل قوله تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ان ما اوحي إلى الرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) هو العلم المطابق للواقع الذي يلزم قبوله وان غيره من مجرد الظن وهو لا يغنى من الحق شيئا.
ويستفاد منه أيضا ان ما مع الرسول الكريم يشتمل على البرهان الساطع الذي لا يشك فيه احد ، ولعل ارتداع النصارى عن المباهلة لأجل اقتناعهم بذلك.
الثاني : يدل قوله تعالى : (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ان