قربة عند الله ، وسيشفعون لنا ويزكوننا ، فقال الله لمحمد صلىاللهعليهوسلم : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ). وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال : كانت اليهود يقدّمون صبيانهم يصلون بهم ، ويقرّبون قربانهم ، ويزعمون : أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب ، وكذبوا. قال الله : إني لا أطهر ذا ذنب بآخر لا ذنب له ، ثم أنزل الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ). وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن الحسن : أن التزكية : قولهم : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (١) (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) (٢). وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) قال : الفتيل : ما خرج من بين الإصبعين. وفي لفظ آخر عنه : هو أن تدلك بين إصبعيك ، فما خرج منهما فهو ذلك. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عنه قال : النقير : النقرة تكون في النواة التي نبتت منها النخلة. والفتيل : الذي يكون على شق النواة. والقطمير : القشر الذي يكون على النواة. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه : قال : الفتيل : الذي في الشق الذي في بطن النواة. وأخرج الطبراني ، والبيهقي في الدلائل عنه قال : قدم حييّ بن أخطب ، وكعب بن الأشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقالوا لهم : أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب فأخبرونا عنا وعن محمد ، قالوا : ما أنتم وما محمد؟ قالوا : ننحر الكوماء ، ونسقي اللبن على الماء ، ونفك العناة ، ونسقي الحجيج ، ونصل الأرحام ، قالوا : فما محمد؟ قالوا : صنبور ، أي : فرد ضعيف ، قطع أرحامنا ، واتبعه سراق الحجيج بنو غفار ؛ فقالوا : لا بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا ، فأنزل الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) الآية. وأخرجه سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عكرمة مرسلا. وقد روي عن ابن عباس ، وعن عكرمة بلفظ آخر. وأخرج نحوه عبد بن حميد ، وابن جرير عن السدّي عن أبي مالك. وأخرج نحوه أيضا البيهقي في الدلائل ، وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله. وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير عن عكرمة قال : الجبت والطاغوت صنمان. وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عمر في تفسير الجبت والطاغوت ما قدّمناه عنه. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت حيي بن أخطب ، والطاغوت : كعب بن الأشرف. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت : الأصنام ، والطاغوت : الذي يكون بين يدي الأصنام يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الجبت : اسم الشيطان بالحبشية ، والطاغوت : كهان العرب. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) قال : فليس لهم نصيب ، ولو كان لهن نصيب لم يؤتوا الناس نقيرا. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال : النقير : النقطة التي في ظهر النواة. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال : قال أهل الكتاب : زعم محمد : أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس له همة إلا النكاح ، فأيّ ملك أفضل من هذا؟ فأنزل الله هذه الآية (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) إلى قوله : (مُلْكاً عَظِيماً) يعني : ملك سليمان. وأخرج عبد بن حميد ،
__________________
(١). المائدة : ١٨.
(٢). البقرة : ١١١.