ابن جرير عن الحسن في قوله : (هذا بَيانٌ) يعني القرآن. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة نحوه. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : أقبل خالد بن الوليد يريد أن يعلو عليهم الجبل فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ لا يعلون علينا» فأنزل الله : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) الآية. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : انهزم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الشعب يوم أحد ، فسألوا : ما فعل النبي صلىاللهعليهوسلم وما فعل فلان؟ فنعى بعضهم لبعض ، وتحدّثوا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قد قتل ، فكانوا في همّ وحزن ، فبينما هم كذلك ، علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقهم على الجبل. وكانوا على أحد مجنبتي المشركين ، وهم أسفل من الشعب ، فلما رأوا النبي صلىاللهعليهوسلم فرحوا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهم لا قوّة لنا إلّا بك ، وليس أحد يعبدك بهذا البلد غير هؤلاء النّفر فلا تهلكهم» وثاب نفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله ، وعلا المسلمون الجبل ، فذلك قوله : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) قال : وأنتم الغالبون. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ) قال : جراح وقتل. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) قال : إن يقتل منكم يوم أحد فقد قتل منهم يوم بدر. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ) قال : كان يوم أحد بيوم بدر. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ) الآية ، قال : أدال المشركين على النبي صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، وبلغني أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلا عدد الأسارى الذين أسروا يوم بدر من المشركين ، وكان عدد الأسارى يوم بدر ثلاثة وسبعين رجلا. وأخرج ابن جريج ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) قال : إن المسلمين كانوا يسألون ربهم : اللهمّ ربنا أرنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ونبليك فيه خيرا ، ونلتمس فيه الشهادة ، فلقوا المشركين يوم أحد فاتخذ منهم شهداء. وأخرجا عنه في قوله : (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) قال : يبتليهم (وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ) قال : ينقصهم. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عنه : أن رجالا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم كانوا يقولون : ليتنا نقتل كما قتل أصحاب بدر ونستشهد ، أو ليت لنا يوما كيوم بدر نقاتل فيه المشركين ، ونبلي فيه خيرا ، ونلتمس الشهادة والجنة والحياة والرزق ، فأشهدهم الله أحدا ، فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم. فقال الله : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ) الآية. وأخرج ابن المنذر عن كليب قال : خطبنا عمر بن الخطاب ، فكان يقرأ على المنبر : آل عمران ، ويقول : إنها أحدية ، ثم قال : تفرقنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد ، فصعدت الجبل فسمعت يهوديا يقول : قتل محمد ، فقلت : لا أسمع أحدا يقول قتل محمد إلا ضربت عنقه ، فنظرت فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم والناس يتراجعون إليه ، فنزلت هذه الآية : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ). وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : نادى مناد يوم أحد : ألا إن محمدا قد قتل ، فارجعوا إلى دينكم الأوّل ، فأنزل الله : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ). أخرج أيضا عن مجاهد نحوه. وأخرج أيضا عن