وقد أخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه عن ابن عباس في قوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) قال : هم الذين هاجروا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : قال عمر بن الخطاب : لو شاء الله لقال : أنتم ، فكنا كلنا ، ولكن قال : كنتم ، في خاصة أصحاب محمد ومن صنع مثل صنعهم ، كانوا خير أمة أخرجت للناس ، وفي لفظ عنه أنه قال : يكون لأولنا ، ولا يكون لآخرنا. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ، ثم قال : يا أيها الناس من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله منها. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال : نزلت في ابن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل. وأخرج البخاري وغيره عن أبي هريرة في الآية قال : خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والترمذي ، وحسنه ، وابن ماجة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه عن معاوية بن حيدة أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول في الآية : إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها. وروي من حديث معاذ ، وأبي سعيد نحوه. وقد وردت أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما أنه يدخل من هذه الأمة الجنة سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب ، وهذا من فوائد كونها خير الأمم. وأخرج ابن جرير عن الحسن : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً) قال : تسمعون منهم كذبا على الله ، يدعونكم إلى الضلالة. وأخرج أيضا عن ابن جريج قال : إشراكهم في عزير وعيسى والصليب. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) قالا : يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. وروى ابن المنذر عن الضحاك نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) قال : بعهد من الله وعهد من الناس.
(لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤) وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (١١٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١٦) مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧))
قوله : (لَيْسُوا سَواءً) أي : أهل الكتاب غير مستوين ، بل مختلفين ، والجملة مستأنفة ، سيقت لبيان التفاوت بين أهل الكتاب. وقوله : (أُمَّةٌ قائِمَةٌ) هو استئناف أيضا ، يتضمن بيان الجهة التي تفاوتوا فيها ، من كون بعضهم أمة قائمة إلى قوله : (مِنَ الصَّالِحِينَ) قال الأخفش : التقدير : من أهل الكتاب ذو أمة ،