جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) قال : ما نقص من النهار تجعله في الليل ، وما نقص من الليل تجعله في النهار. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السدي نحوه. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد نحوه. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك نحوه أيضا. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) قال : تخرج النطفة الميتة من الحي ، ثم تخرج من النطفة بشرا حيا. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن عكرمة : (تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) قال : هي البيضة تخرج من الحيّ وهي ميتة ، ثم يخرج منها الحيّ. وأخرج ابن جرير عنه قال : النخلة من النواة ، والنواة من النخلة ، والحبة من السنبلة ، والسنبلة من الحبة. وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن أبي مالك مثله. وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن الحسن قال : المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن. والمؤمن عبد حيّ الفؤاد ، والكافر عبد ميت الفؤاد. وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن سلمان الفارسي نحوه. وأخرج ابن مردويه عنه مرفوعا نحوه. وأخرجه أيضا عنه ، أو عن ابن مسعود مرفوعا. وأخرج عبد الرزاق ، وابن سعد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن عبيد الله بن عبد الله : «أن خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : من هذه؟ قيل : خالدة بنت الأسود ، قال : سبحان الذي يخرج الحيّ من الميت» وكانت امرأة صالحة ، وكان أبوها كافرا. وأخرج ابن سعد عن عائشة مثله.
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٢٨) قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٩) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (٣٠))
قوله : (لا يَتَّخِذِ) فيه النهي للمؤمنين عن موالاة الكفار لسبب من الأسباب ، ومثله قوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) (١) الآية ، وقوله : (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (٢) وقوله : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) (٣) الآية ، وقوله : (لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) (٤) ، وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (٥). وقوله : (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) في محل الحال ، أي : متجاوزين المؤمنين إلى الكافرين استقلالا أو اشتراكا ، والإشارة بقوله : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) إلى الاتخاذ المدلول عليه بقوله : (لا يَتَّخِذِ) ومعنى قوله : (فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) أي : من ولايته في شيء من الأشياء ، بل هو منسلخ عنه بكل حال. قوله : (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) على صيغة الخطاب بطريق الالتفات ، أي : إلا أن تخافوا منهم أمرا يجب اتقاؤه ، وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال. وتقاة : مصدر واقع موقع المفعول ، وأصلها : وقية ، على وزن فعلة ، قلبت الواو تاء والياء ألفا ، وقرأ رجاء ، وقتادة تقية. وفي ذلك دليل على
__________________
(١). آل عمران : ١١٨.
(٢). المائدة : ٥١.
(٣). المجادلة : ٢٢.
(٤). المائدة : ٥١.
(٥). الممتحنة : ١.