(الَّذِينَ يَقُولُونَ) بدل من قوله : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : هم الذين ، أو منصوب على المدح ، والصابرين وما بعده : نعت للموصول على تقدير كونه بدلا ، أو منصوبا على المدح ، وعلى تقدير كونه خبرا يكون الصابرين وما بعده : منصوبة على المدح ، وقد تقدّم تفسير الصبر والصدق والقنوت. قوله : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) هم السائلون للمغفرة بالأسحار ، وقيل : المصلون. والأسحار : جمع سحر بفتح الحاء وسكونها. قال الزجاج : هو من حين يدبر الليل إلى أن يطلع الفجر ، وخص الأسحار لأنها من أوقات الإجابة.
وقد أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب ، لما نزلت : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ) قال : الآن يا ربّ حين زينتها لنا ، فنزلت : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ) ، وأخرجه ابن المنذر عنه بلفظ خير. انتهى إلى قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ) فبكى وقال : بعد ماذا ، بعد ماذا ، بعد ما زينتها؟. وأخرج أحمد ، وابن ماجة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «القنطار اثنا عشر ألف أوقيّة». رواه أحمد من حديث عبد الصمد بن عبد الوراث عن حماد عن عاصم عن أبي صالح عنه. ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي بكر ابن أبي شيبة عن عبد الصمد به. وقد رواه ابن جرير موقوفا على أبي هريرة. قال ابن كثير : وهذا أصح. وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن القناطير المقنطرة فقال : «القنطار ألف أوقيّة». ورواه ابن أبي حاتم وابن مردويه عنه مرفوعا بلفظ ألف دينار. وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، «القنطار ألف أوقيّة ومائتا أوقيّة». وأخرجه عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي من قول معاذ بن جبل ، وأخرجه ابن جرير من قول معاذ بن جبل ، وأخرجه ابن جرير من قول ابن عمر ، وأخرجه عبد بن حميد ، وابن جرير والبيهقي من قول أبي هريرة ، وأخرجه ابن جرير والبيهقي من قول ابن عباس. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : القنطار ملء مسك (جلد) الثور ذهبا. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه قال : القنطار سبعون ألفا ، وأخرجه عبد بن حميد عن مجاهد. وأخرج أيضا عن سعيد بن المسيب قال : القنطار ثمانون ألفا. وأخرج أيضا عن أبي صالح قال : القنطار مائة رطل. وأخرجه أيضا عن قتادة ، وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر قال : القنطار خمسة عشر ألف مثقال ، والمثال أربعة وعشرون قيراطا. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هو المال الكثير من الذهب والفضة. وأخرجه أيضا عن الربيع. وأخرج عن السدي أن المقنطرة : المضروبة. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) قال : الراعية. وأخرج ابن المنذر عنه من طريق مجاهد. وأخرج ابن جرير عنه قال : هي الراعية والمطهمة الحسان. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد قال : هي المطهمة الحسان. وأخرجا عن عكرمة قال : تسويمها : حسنها. وأخرج ابن أبي حاتم قال : (الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) الغرّة والتحجيل. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (الصَّابِرِينَ) قال : قوم صبروا على طاعة الله وصبروا عن محارمه ، (وَالصَّادِقِينَ) : قوم صدقت نياتهم ، واستقامت قلوبهم وألسنتهم ، وصدقوا في السرّ والعلانية ، (وَالْقانِتِينَ) هم المطيعون (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) أهل الصلاة. وأخرج ابن أبي حاتم