في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف». وأخرجه البخاري في تاريخه من حديث أنس. وأخرجه أحمد من حديث أبي عبيدة وزاد «ومن أنفق على نفسه وأهله أو عاد مريضا فالحسنة بعشر أمثالها». وأخرج نحوه النسائي في الصوم. وأخرج ابن ماجة ، وابن أبي حاتم من حديث عمران بن حصين ، وعلي ، وأبي الدرداء ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وعبد الله بن عمرو ، وجابر ، كلهم يحدث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكلّ درهم يوم القيامة سبعمائة درهم ، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك فله بكلّ درهم يوم القيامة سبعمائة ألف درهم ، ثم تلا هذه الآية : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ). وأخرجه أيضا ابن ماجة من حديث الحسن بن علي ، وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كلّ عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى ما شاء الله ، يقول الله : إلّا الصّوم فإنّه لي وأنا أجزي به» وأخرجه أيضا مسلم. وأخرج الطبراني من حديث معاذ ابن جبل أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله ، فإنّ له بكلّ كلمة سبعين ألف حسنة ، كلّ حسنة منها عشرة أضعاف» وقد تقدّم ذكر طرف من أحاديث التضعيف للحسنات عند قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) (١). وقد وردت الأحاديث الصحيحة في أجر من جهز غازيا. وأخرج أبو داود ، والحاكم ، وصححه ، عن سهل بن معاذ عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الصّلاة والصّوم والذّكر تضاعف على النفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف». وأخرج أحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في سننه عن بريدة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «النفقة في الحجّ كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف». وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال في تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً) إن أقواما يبعثون الرجل منهم في سبيل الله ، أو ينفق على الرجل ، أو يعطيه النفقة ، ثم يمنّ عليه ويؤذيه ، يعني : أن هذا سبب النزول. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة نحوه. وقد وردت الأحاديث الصحيحة : في النهي عن المنّ والأذى ، وفي فضل الإنفاق في سبيل الله ، وعلى الأقارب ، وفي وجوه الخير ، ولا حاجة إلى التطويل بذكرها ، فهي معروفة في مواطنها. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار قال : بلغنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من صدقة أحبّ إلى الله من قول الحقّ ، ألم تسمع قول الله تعالى : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً)». وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ) قال : ردّ جميل ، تقول : يرحمك الله ، يرزقك الله ، ولا تنهره ، ولا تغلظ له القول. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : «لا يدخل الجنة منّان ، وذلك في كتاب الله : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى)». وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (صَفْوانٍ) يقول : الحجر (فَتَرَكَهُ صَلْداً) يقول : ليس عليه شيء. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : الوابل : المطر. وأخرجا عن قتادة قال : الوابل : المطر الشديد ؛ قال : وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة ، (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) يومئذ ، كما ترك هذا المطر هذا الحجر ليس عليه شيء ، أنقى مما كان. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (فَتَرَكَهُ صَلْداً) قال :
__________________
(١). البقرة : ٢٤٥.