إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال لهم الله موتوا فماتوا ، فمر عليهم نبيّ من الأنبياء ، فدعا ربه أن يحييهم حتى يعبدوه ، فأحياهم. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عنه : أن القرية التي خرجوا منها داوردان. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم هذه القصة مطوّلة عن أبي مالك ، وفيها : أنهم بضعة وثلاثون ألفا. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن عبد العزيز : أن ديارهم هي أذرعات. وأخرج أيضا عن أبي صالح قال : كانوا تسعة آلاف. وأخرج جماعة من محدثي المفسرين هذه القصة على أنحاء ، ولا يأتي الاستكثار من طرقها بفائدة. وقد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم النهي عن الفرار من الطاعون ، وعن دخول الأرض التي هو بها من حديث عبد الرحمن بن عوف. وأخرج سعيد بن منصور ، وابن سعد ، والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال : «لما نزلت (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله! إن الله ليريد منا القرض؟ قال : نعم يا أبا الدحداح ، قال : أرني يدك يا رسول الله! فناوله يده ، قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي ، وله فيه ستّمائة نخلة». وقد أخرج هذه القصة عبد الرزاق ، وابن جرير من طريق زيد بن أسلم ، زاد الطبراني عن أبيه عن عمر بن الخطاب ، وابن مردويه عن أبي هريرة وابن إسحاق ، وابن المنذر عن ابن عباس. وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله : (أَضْعافاً كَثِيرَةً) قال : هذا التضعيف لا يعلم أحد ما هو. وأخرج أحمد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي عثمان النهدي قال : بلغني عن أبي هريرة حديث أنه قال : «إن الله ليكتب لعبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة» فحججت ذلك العام ولم أكن أريد أن أحج إلا لألقاه في هذا الحديث ، فلقيت أبا هريرة فقلت له ، فقال : ليس هذا قلت ، ولم يحفظ الذي حدثك ، إنما قلت : «إن الله ليعطي العبد المؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة» ثم قال أبو هريرة : أو ليس تجدون هذا في كتاب الله؟ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) فالكثيرة عند الله أكثر من ألف ألف وألفي ألف ، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة». وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان في صحيحه ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال : «لما نزلت : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ) (١) إلى آخره ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : رب زد أمتي فنزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) قال : ربّ زد أمتي فنزلت (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٢). وأخرج ابن المنذر عن سفيان قال : «لما نزلت (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٣) قال : ربّ زد أمتي ، فنزلت : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ) قال : ربّ زد أمتي ، فنزلت : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) قال : رب زد أمتي ، فنزلت : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ)». وفي الباب أحاديث هذه أحسنها وستأتي عند تفسير قوله تعالى : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ) فابحثها. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) قال : يقبض : الصدقة ، ويبسط : قال يخلف (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) قال : من التراب وإلى التراب تعودون. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال :
__________________
(١). البقرة : ٢٦١.
(٢). الزمر : ١٠.
(٣). الأنعام : ١٦٠.