اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) قال : تفاخر العرب بينها بفعال آبائها يوم النحر حين يفرغون ، فأمروا بذكر الله مكان ذلك. وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : كان المشركون يجلسون في الحج فيذكرون أيام آبائهم ، وما يعدّون من أنسابهم يومهم أجمع ، فأنزل الله على رسوله : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً). وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني عن عبد الله بن الزبير نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير وعكرمة نحوه أيضا. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) يقول : كما يذكر الأبناء الآباء. وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا أنه قيل له في قوله : (كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) إن الرجل ليأتي عليه اليوم وما يذكر أباه ، فقال : إنه ليس بذاك ، ولكن يقول : تغضب لله إذا عصي أشدّ من غضبك إذا ذكر والدك بسوء. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون : اللهم اجعله عام غيث ، وعام خصب ، وعام ولاد حسن ، ولا يذكرون من أمر الآخرة شيئا ، فأنزل الله فيهم : (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) ويجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) فأنزل الله فيهم : (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ). وأخرج الطبراني عن عبد الله بن الزبير قال : كان الناس في الجاهلية إذا وقفوا عند المشعر الحرام دعوا فقال أحدهم : اللهم ارزقني إبلا ، وقال الآخر : اللهمّ ارزقني غنما ، فأنزل الله الآية. وأخرج ابن جرير عن أنس أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة فيدعون : اللهم اسقنا المطر ، وأعطنا على عدوّنا الظفر ، وردّنا صالحين إلى صالحين ، فنزلت الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله : (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا) قال : مما عملوا من الخير. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (سَرِيعُ الْحِسابِ) قال : سريع الإحصاء. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وابن أبي حاتم عن عليّ قال : الأيام المعدودات : ثلاثة أيام : يوم الأضحى ، ويومان بعده ، اذبح في أيها شئت ، وأفضلها أوّلها. وأخرج الفريابي ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر عن ابن عمر أنها : أيام التشريق الثلاثة. وفي لفظ : هذه الأيام الثلاثة بعد يوم النحر. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : الأيام المعلومات : أيام العشر ، والأيام المعدودات : أيام التشريق. وأخرج الطبراني عن ابن الزبير قال في قوله : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) قال : هنّ أيام التشريق ، يذكر فيهنّ بتسبيح وتهليل وتكبير وتحميد. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأيام المعدودات : أربعة أيام : يوم النحر والثلاثة أيام بعده. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر أنه كان يكبر تلك الأيام بمنى ؛ ويقول : التكبير واجب ، ويتأوّل هذه الآية : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ). وأخرج ابن جرير ، والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه كان يكبر يوم النحر ويتلو هذه الآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) قال : التكبير أيام التشريق ، يقول في دبر كل صلاة : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر أنه كان يكبر ثلاثا ثلاثا وراء الصلوات ويقول : لا إله إلا الله وحده