لأحد أن يحرم بالحج إلا في أشهر الحج من أجل قول الله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ). وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن خزيمة ، والحاكم وصححه ، والبيهقي عنه نحوه. وأخرج الشافعي في الأم ، وابن أبي شيبة ، وابن مردويه ، والبيهقي عن جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا ينبغي لأحد أن يحرم أن يحرم بالحجّ إلا في أشهر الحجّ». وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) قال : الرّفث : التعريض للنساء بالجماع ، والفسوق : المعاصي كلها ، والجدال : جدال الرجل صاحبه». وأخرج ابن مردويه ، والأصبهاني في الترغيب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فلا رفث : لا جماع ، ولا فسوق : المعاصي والكذب». وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد ابن حميد ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه من طرق عن ابن عباس في الآية قال : الرّفث الجماع ، والفسوق : المعاصي ، والجدال : المراء. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عنه نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال : الرّفث : غشيان النساء ، والفسوق : السباب ، والجدال : المراء. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، والبيهقي عنه نحوه. وروي نحو ما تقدّم عن جماعة من التابعين بعبارات مختلفة. وأخرج عبد بن حميد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي وغيرهم عن ابن عباس قال : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزوّدون ، ويقولون : نحن متوكلون ، ثم يقدمون فيسألون الناس ، فأنزل الله : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى). وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عنه قال : كان ناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزودة ، يقولون : نحجّ بيت الله ولا يطعمنا؟ فنزلت الآية. وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن ابن عمر قال : كانوا إذا أحرموا ومعهم أزوادهم رموا بها واستأنفوا زادا آخر ، فأنزل الله : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتزوّدوا الكعك والدقيق والسويق. وأخرج الطبراني عن ابن الزبير قال : كان الناس يتوكل بعضهم على بعض في الزاد ، فأمرهم الله أن يتزوّدوا. وقد روي عن جماعة من التابعين مثل ما تقدّم عن الصحابة. وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأبو داود ، وابن جرير عن ابن عباس قال : كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج ، ويقولون أيام ذكر الله ، فنزلت : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) الآية. وقد أخرج نحوه عنه البخاري وغيره. وأخرج عبد بن حميد ، وعبد الرزاق ، وسعيد ابن منصور ، وابن أبي شيبة ، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي عن أبي أمامة التميمي قال : قلت لابن عمر : إنا أناس نكري فهل لنا من حجّ؟ قال : أليس تطوفون بالبيت ، وبين الصفا والمروة ، وتأتون المعرّف ، وترمون الجمار ، وتحلقون رؤوسكم؟ قلت بلى ، فقال ابن عمر : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله عن الذي سألتني عنه فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) فدعاه النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ فقرأ عليه الآية وقال : أنتم حجاج. وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس أنه كان يقرأ : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) في مواسم الحج. وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن ابن الزبير أنه