(فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ). وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) يعني : من اشتد مرضه. وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن المنذر عنه. قال : يعني بالمرض : أن يكون برأسه أذى أو قروح (أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ) قال : الأذى : هو القمل ، وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : النسك المذكور في الآية : شاة. وروي أيضا عن علي مثله. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) يقول : من أحرم بالعمرة في أشهر الحج. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم أن ابن الزبير كان يقول : إنما المتعة لمن أحصر ، وليست لمن خلّي سبيله. وقال ابن عباس : هي لمن أحصر ومن خلّي سبيله. وأخرج ابن جرير عن عليّ في قوله : (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) قال : فإن أخر العمرة حتى يجمعها مع الحجّ فعليه الهدي. وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن عليّ بن أبي طالب في قوله : (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) قال : قبل التروية يوم ، ويوم التروية ، ويوم عرفة ، فإن فاتته صامهنّ أيام التشريق. وأخرج هؤلاء إلا ابن أبي حاتم ، والبيهقي عن ابن عمر مثله إلا أنه قال : وإذا فاته صام أيام منى فإنهنّ من الحج. وأخرج ابن جرير ، والدارقطني ، والبيهقي عن ابن عمر نحوه مرفوعا. وأخرج ابن أبي شيبة عن علقمة ومجاهد وسعيد بن جبير مثله. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الصيام للمتمتع ما بين إحرامه إلى يوم عرفة. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : إذا لم يجد المتمتع بالعمرة هديا فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج قبل يوم عرفة ، وإن كان يوم عرفة الثالث فقد تمّ صومه ، وسبعة إذا رجع إلى أهله. وأخرج الدارقطني عن عائشة سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من لم يكن معه هدي فليصم ثلاثة أيّام قبل يوم النّحر ، ومن لم يكن صام تلك الثلاثة الأيام فليصم أيّام التشريق». وأخرج أيضا عن عبد الله بن حذافة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره في رهط أن يطوفوا في منى في حجة الوداع ، فينادوا : «إنّ هذه أيّام أكل وشرب وذكر الله ، فلا نصوم فيهنّ إلا صوما في هدي». وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد عن عطاء في قوله تعالى : (ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) قال : ست قريات : عرفة ، وعرنة ، والرجيع ، والنخلتان ، ومرّ الظهران ، وضجنان ، وقال مجاهد : هم أهل الحرم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : هم أهل الحرم. وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر مثله.
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (١٩٧) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨))
قوله : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ) فيه حذف ، والتقدير : وقت الحج أشهر ، أي : وقت عمل الحج ؛ وقيل