وقد أخرج عبد بن حميد ، والبخاري ، والبيهقي في سننه ، عن حذيفة في قوله : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) قال : نزلت في النفقة. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو ترك النفقة في سبيل الله مخافة العيلة. وأخرج عبد بن حميد ، والبيهقي عن ابن عباس نحوه. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن عكرمة نحوه أيضا. وأخرج ابن جرير عن الحسن نحوه. وأخرج عبد بن حميد ، والبيهقي في الشعب ، عنه قال : هو البخل. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال : كان رجال يخرجون في بعوث يبعثها الرسول صلىاللهعليهوسلم بغير نفقة ، فإما يقطع لهم ، وإما كانوا عيالا ، فأمرهم الله أن يستنفقوا مما رزقهم الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة. والتهلكة : أن تهلك رجال من الجوع والعطش ومن المشي. وقال لمن بيده فضل : (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). وأخرج عبد بن حميد ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، والبغوي في معجمه ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وابن قانع ، والطبراني عن الضحّاك بن أبي جبير : أن الأنصار كانوا ينفقون في سبيل الله ، ويتصدّقون ، فأصابتهم سنة ، فساء ظنهم ، وأمسكوا عن ذلك ، فأنزل الله الآية. وأخرج عبد بن حميد ، وأبو داود ، والترمذي وصحّحه ، والنسائي ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن أسلم بن عمران قال : كنا بالقسطنطينية ، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر ، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد ، فخرج صفّ عظيم من الروم فصففنا لهم ، فحمل رجل من المسلمين على صفّ الروم حتى دخل فيهم ، فصاح الناس وقالوا : سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة! فقام أبو أيوب صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أيّها الناس إنكم تؤوّلون الآية هذا التأويل. وإنما أنزلت فينا هذه الآية معشر الأنصار ، إنا لما أعزّ الله دينه وكثر ناصروه ، قال بعضنا لبعض سرّا دون رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن أموال الناس قد ضاعت ، وإن الله قد أعزّ الإسلام وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها؟ فأنزل الله على نبيه يردّ علينا : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ، فكانت التهلكة : الإقامة في الأموال وإصلاحها وترك الغزو. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصحّحه ، والبيهقي عن البراء بن عازب ، قال في تفسير الآية : هو الرجل يذنب الذنب فيلقي بيديه ، فيقول : لا يغفر الله لي أبدا. وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والطبراني ، والبيهقي في الشعب ، عن النعمان بن بشير نحوه. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير قال في تفسير الآية : إنه القنوط. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : التهلكة : عذاب الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أنهم حاصروا دمشق ، فأسرع رجل إلى العدوّ وحده ، فعاب ذلك عليه المسلمون ، ورفع حديثه إلى عمرو بن العاص فأرسل إليه فردّده ، وقال : قال الله : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). وأخرج ابن جرير عن رجل من الصحابة في قوله : (وَأَحْسِنُوا) قال : أدّوا الفرائض. وأخرج عبد بن حميد عن أبي إسحاق مثله. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن عكرمة قال : أحسنوا الظنّ بالله.