السلام. الخامس : القتل ، ومنه : (فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) (١) السادس : فتح مكة ، ومنه : (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) (٢). السابع : قتل بني قريظة وإجلاء بني النضير ، ومنه : (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) (٣). الثامن : القيامة ، ومنه : (أَتى أَمْرُ اللهِ) (٤) والتاسع : القضاء ، ومنه : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) (٥) العاشر : الوحي ، ومنه : (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) (٦) الحادي عشر : أمر الخلائق ، ومنه : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) (٧) الثاني عشر : النصر ؛ ومنه : (هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) (٨). الثالث عشر : الذنب ، ومنه (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها) (٩) الرابع عشر : الشأن ، ومنه : (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) (١٠) هكذا أورد هذه المعاني بأطول من هذا بعض المفسرين ، وليس تحت ذلك كثير فائدة ، وإطلاقه على الأمور المختلفة لصدق اسم الأمر عليها. وقوله : (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) الظاهر في هذا : المعنى الحقيقي ، وأنه يقول سبحانه هذا اللفظ ، وليس في ذلك مانع ولا جاء ما يوجب تأويله ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ) (١١) وقال تعالى : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (١٢) وقال : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (١٣) ومنه قول الشاعر :
إذا ما أراد الله أمرا فإنّما |
|
يقول له كن قوله فيكون |
وقد قيل : إن ذلك مجاز ، وأنه لا قول وإنما هو قضاء يقضيه ، فعبر عنه بالقول ، ومنه قول الشاعر ، وهو عمرو بن حممة الدوسيّ :
فأصبحت مثل النّسر طارت فراخه |
|
إذا رام تطيارا يقال له قع |
وقال آخر :
قالت جناحاه لساقيه الحقا |
|
ونجّيا لحمكما أن يمزّقا |
والمراد بقوله : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) اليهود ، وقيل : النصارى ، ورجّحه ابن جرير ، لأنهم المذكورون في الآية ، وقيل : مشركو العرب ، و (لَوْ لا) حرف تحضيض ، أي : هلّا (يُكَلِّمُنَا اللهُ) بنبوّة محمد فنعلم أنه نبيّ (أَوْ تَأْتِينا) بذلك علامة على نبوّته : والمراد بقوله : (قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قيل : هم اليهود والنصارى ؛ في قول من جعل الذين لا يعلمون : كفار العرب ، أو الأمم السالفة ، في قول من جعل : الذين لا يعلمون : اليهود والنصارى ، أو اليهود ، في قول من جعل : الذين لا يعلمون : النصارى (تَشابَهَتْ) أي في التعنت والاقتراح ، وقال الفرّاء : (تَشابَهَتْ) في اتفاقهم على الكفر (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) أي : يعترفون بالحق ، وينصفون في القول ، ويذعنون لأوامر الله سبحانه ، لكونهم مصدقين له سبحانه ، مؤمنين بآياته ، متبعين لما شرعه لهم.
وقد أخرج البخاري من حديث ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «قال الله تعالى : كذّبني ابن آدم وشتمني ، فأمّا تكذيبه إيّاي : فيزعم : أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إيّاي : فقوله : لي ولد ، فسبحاني أن أتّخذ صاحبة أو ولدا». وأخرج نحوه أيضا من حديث أبي هريرة ، وفي الباب أحاديث. وأخرج عبد
__________________
(١). غافر : ٧٨.
(٢). التوبة : ٢٤.
(٣). البقرة : ١٠٩.
(٤). النحل : ١.
(٥). يونس : ٣ و ٣١.
(٦). الطلاق : ١٢.
(٧). الشورى : ٥٣.
(٨). آل عمران : ١٥٤.
(٩). الطلاق : ٩.
(١٠). هود : ٩٧.
(١١) يس : ٨٢.
(١٢) النحل : ٤٠.
(١٣) القمر : ٥٠.