التفسير
قال الله ـ تعالى ـ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٨)
اتفق المفسرون على أن المراد بطور سينين : الجبل الذي كلم الله ـ تعالى ـ عليه موسى ـ عليهالسلام ـ وسينين ، وسيناء ، وسينا ، اسم للبقعة التي فيها هذا الجبل ، بإضافة «طور» إلى ما بعده ، من إضافة الموصوف إلى الصفة.
قال الإمام الشوكانى : «وطور سينين» هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، اسمه الطور. ومعنى سينين : المبارك الحسن .. وقال مجاهد : سينين كل جبل فيه شجر مثمر ، فهو سينين وسيناء. وقال الأخفش : طور : جبل. وسينين شجر ، واحدته سينه ، ولم ينصرف سينين كما لم ينصرف سيناء ، لأنه جعل اسما للبقعة .. (١).
وأقسم ـ سبحانه ـ به ، لأنه من البقاع المباركة ، وأعظم بركة حلت به ووقعت فيه ، تكليم الله ـ تعالى ـ ، لنبيه موسى ـ عليهالسلام ـ.
كما اتفقوا ـ أيضا ـ على أن المراد بالبلد الأمين : مكة المكرمة ، وسمى بالأمين لأن من دخله كان آمنا ، وقد حرمها ـ تعالى ـ على جميع خلقه ، وحرم شجرها وحيوانها ، وفي
__________________
(١) تفسير فتح القدير ج ٥ ص ٤٦٥.