ثم ختم ـ سبحانه ـ السورة الكريمة بهذا الإنذار البليغ فقال : (إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً ، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ ، وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً).
والإنذار : الإخبار بحصول شيء تسوء عاقبته ، في وقت يستطيع المنذر فيه أن يجنب نفسه الوقوع في ذلك الشيء. أى : إنا أخبرناكم ـ أيها الناس ـ بأن هناك عذابا قريبا ، سيحل بمن يستحقه عما قريب.
وذلك العذاب سيكون أشد هولا ، وأبقى أثرا ، يوم القيامة ، (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ) أى : يوم يرى كل إنسان عمله حاضرا أمامه ، ومسجلا عليه ...
(وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) ، أى : ويقول الإنسان الكافر في هذا اليوم على سبيل الحسرة والندامة ، يا ليتني كنت في الدنيا ترابا ، ولم أخلق بشرا ، ولم أكلف بشيء من التكاليف ، ولم أبعث ولم أحاسب.
فالمقصود بالآية قطع أعذار المعتذرين بأبلغ وجه ، من قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.