وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (١٠)
وقوله : (مُبَشِّراً) من التبشير ، وهو الإخبار بالأمر السار لمن لا علم له بهذا الأمر.
وقوله : (وَنَذِيراً) من الإنذار ، وهو الإخبار بالأمر المخيف ، لكي يجتنب ويحذر.
أى : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) ـ أيها الرسول الكريم ـ إلى الناس ، لتكون (شاهِداً) لمن آمن منهم بالإيمان ، ولمن كفر منهم بالكفر ، بعد أن بلغتهم رسالة ربك تبليغا تاما كاملا.
ولتكون (مُبَشِّراً) للمؤمنين منهم برضا الله عنهم ومغفرته لهم (وَنَذِيراً) للكافرين وللعصاة بسوء المصير إذا ما استمروا على كفرهم وعصيانهم.
والحكمة في جعله صلىاللهعليهوسلم شاهدا مع أن الله ـ تعالى ـ لا يخفى عليه شيء : إظهار العدل الإلهى للناس في صورة جلية واضحة ، وتكريم النبي صلىاللهعليهوسلم بهذه الشهادة.
وجمع ـ سبحانه ـ بين كونه صلىاللهعليهوسلم (مُبَشِّراً وَنَذِيراً) لأن من الناس من ينفعه الترغيب في الثواب ، ومنهم من لا يزجره إلا التخويف من العقاب. وانتصاب (شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) على الحال المقدرة.
وفي معنى هذه الآية وردت آيات كثيرة ، منها قوله ـ تعالى ـ : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ...) (١).
وقوله ـ سبحانه ـ (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ ..) (٢).
وقوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) (٣).
__________________
(١) سورة البقرة الآية ١٤٣.
(٢) سورة النحل الآية ٨٩.
(٣) سورة الأحزاب الآية ٤٥.