الدنيا ساخطة عليهما(١) فما التوفيق بينهما؟
فقال له : دعني الليلة ، فلمّا جاء الصبح ، جاء ذلك العالم فقال للبهائي ألم أقل لك إنّ الرافضة تكذب في نقل الأحاديث! البارحة طالعت الكتاب فرأيت بين الحديثين أكثر من ذلك ، وهذا غاية اعتذاره عنهما(٢).
٦٢ ـ ومنهم شيخنا المولى عبـد الله التستري بن حسين ، فإنّه فاضل عالم ، فقيه عالم قد أثنى عليه تلميذه المجلسي ، وتلميذه الآخر السيّد مصطفى ، له كتب كثيرة ، توفّي رحمهالله سنة الحادية والعشرين بعد الألف(٣).
٦٣ ـ ومنهم شيخنا الميرزا محمّـد بن عليّ بن إبراهيم ، فإنّه عالم فقيه فاضل محقّق مدقّق عارف بأحوال الرجال ، له كتب كثيرة توفّي رحمهالله بمكّة
__________________
(١) ورد في صحيح مسلم قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) «لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة» عن عروة بن الزبير عن عائشة ، أنّها أخبرته ، أنّ فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إنّ رسول الله قال : «لا نورّث ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمّـد(صلى الله عليه وآله وسلم)في هذا المال» وإنّي والله لا أغيّر شيئاً من صدقة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عن حالها التي كانت عليها ، في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا عملت فيها بما عمل به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك. قال فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت وعاشت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ستّة أشهر فلمّا توفّيت دفنها زوجها عليّ بن أبي طالب ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها عليّ. ينظر ، صحيح مسلم ، الحديث ١٧٥٩.
(٢) ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٥٣ ـ ٢٥٤.
(٣) عبـد الله بن حسين الشوشتري الأصفهاني ، قال في وصفه الشيخ أسد الله الكاظمي هو صاحب الرياضات والمجاهدات والكرامات والمقامات وكانت وفاته سنة ١٠٢١ هـ ، وله مصنّفات منها شرح القواعد وشرح الألفية ، وشرح قواعد المحقّق الكركي المسمّى بجامع الفوائد في سبعة مجلّدات وغيرها ، ينظر ، التنكابني ، قصص العلماء ، ٣٥٩ ـ ٣٦٠.