الفصل الثامن
في ذكر من مات بعد الألف من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
٦١ ـ فمنهم شيخنا الإمام الأعظم بهاء الملّة والحقّ والدين ، محمّـد بن الحسين العاملي ، فإنّه عالم فاضل فقيه محقّق مدقّق غائص بحار جميع العلوم العقلية والنقلية والحكمية ، ولد رحمهالله ببعلبك السنة الثالثة والخمسين بعد التسعمائة ، ومات رحمهالله السنة الحادية والثلاثين بعد الألف(١) ، باصبهان(٢) ، ودفن بمشهد الرضا عليهالسلام ، وقد صنّف فأكثر ، كان شاعراً ماهراً ، وقد اجتمع مع أبي البحر جعفر الخطّي(٣) ، وكان البهائي منشئاً قصيدة غرّاء اعتجبت بها أوّلها(٤) :
__________________
(١) محمّـد بن الحسين بن عبـد الصمد الملقّب ببهاء الدين الحارثي العاملي ـ الهمذاني ت ١٠٣١ وقيل ١٠٣٠ ونقل إلى طوس ودفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية. له عدّة مصنّفات منها : الجامع العبّاسي ، خلاصة الحساب ، الكشكول ، الأربعون حديثاً وغيرها ، ينظر في ترجمته البهائي ، الكشكول ، المقدّمة؛ البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ١٩؛ التنكابني ، قصص العلماء ، ٢٢.
(٢) إصبهان : وصفها ياقوت بأنّها مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها وهي اسم للإقليم بأسره وهي في الموقع بشهرستان ، ينظر ، ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ١/٢٠٦.
(٣) أبو البحر جعفر بن محمّـد بن حسن بن عليّ بن ناصر بن الإمام الشهير بالخطّي البحراني العبيدي توفّي سنة ١٠٢٨ ـ أثنى عليه صاحب السلافة ووصفه (بالحكيم الشعر الساحر البيان) ينظر ، المدني ، عليّ صدر الدين ، سلافة العصر في محاسن الشعراء بكلّ مصر ، ط١ ، ١٣٢٤ ، ٥٣٢.
(٤) في الأصل بياض ولم يكتب المؤلّف هذه القصيدة وقد أورد صاحب السلافة الرواية وذكر القصيدة ومطلعها :
سرى البرق من نجد فجدّد تذكاري |
|
عهوداً بحزوى والعندليب وذي قارِ |