وعلم الهدى وأُمّه فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسن بن الناصر الأصمّ(١) وقد خلّف ثمانين ألف مجلّد ، وصنّف كتاباً سمّاه الثمانيني ، وخلّف من كلّ شيء ثمانين ، وعمره ثمانين سنة ، وثمانية أشهر ، فمن أجل ذلك سمّي بالثمانيني(٢) لقد قرأ مع أخيه على المفيد وعلى ابن نباتة(٣).
حكي أنّ المفيد رأى(٤) في منامه فاطمة الزهراء عليهاالسلام دخلت عليه ، وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها الحسن والحسين ، وهما صغيران فسلّمتهما إليه ، وقالت له : علّمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً ، فلمّا تعالى نهار ذلك اليوم ، دخلت عليه فاطمة بنت الناصر ، ومعها المرتضى والرضي صغيرين ، فقام فسلّم عليها فقالت له : علّم ابني هذين الفقه ، فبكى وقصّ عليها المنام وتولَّى تعليمهما وكان المرتضى يجري على تلامذته رزقاً ، فكان للشيخ الطوسي كلّ شهر اثنا عشر ديناراً ولابن البرّاج ثمانية(٥) ومن
__________________
(١) فاطمة بنت الحسين بن أحمد بن الحسين الناصر الأصمّ ، وهو أبو محمّـد الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهالسلام وهي أمّ أخيه الرضي ، ينظر ، البحراني لؤلؤه البحرين؛ الكشكول ١/٣٢٤.
(٢) خلّف المرتضى ثمانين ألف مجلّد من مقروءاته ومصنّفاته ومحفوظاته وصنّف كتاب يقال له الثمانيني وخلّف من كلّ شيء ثمانين وعمر إحدى وثمانين سنة. ينظر ، الطهراني الذريعة ، ٥/١١.
(٣) هو أبو يحيى عبدالرحيم بن محمّـد بن إسماعيل بن نباتة الفارقي صاحب الخطب المعروفة توفّي سنة ٣٧٤ أو سنة ٣٩٤ وكان يلقّب بالخطيب المصري ، وقد ذكر ابن أبي الحديد بعض خطبه في شرح النهج في شرح خطبة أمير المؤمنينعليهالسلامفي الجهاد ، ينظر ، القمّي ، هديّة الأحباب ، ١٢٥.
(٤) ينظر في نصّ الرؤيا ، النوري ، ميرزا حسين ، دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ، قم : ١٣٧٨ ، ١/٣١٩.
(٥) ينظر ، البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ٣١٧.