والنكات العجيبة ، والحق أنّه استطاع في وقته أن ينشر اسم بلده بين البلدان ويعرّفه لدى العالم الذي كان يجهل اسم الحلّة ... إلى قوله : عرفت ممّا تقدّم من الأحاديث التي نقلها ياقوت عن شميم وما جاء فيها من إجحاف بحقّ المترجم له ، ومن يعرف ياقوت ونفسيته وعقيدته لا يستغرب منه أن يكون سلبيّاً إزاء شميم وأمثاله ممّن اختلفوا معه في الرأي ، وإذا أمعن القارئ النظر فيما مرّ يتأسّف أن يقع ذلك بين الأدباء ممّا يدعونا أن نتصوّر كثيراً من الأحاديث التي نقف عليها كهذه لا نصيب لها من الصحّة ، وقد لاحظ جمع من المترجمين كالشيخ القمّي في الكنى والألقاب(١) ما قد ذكره ابن خلّكان ونسب إليه ما لا يليق به ، ونقل عن البركات المستوفي أنّه نسب إليه ما لا يلصق به كترك الصلاة المكتوبة والمعارضة للقرآن الكريم العياذ بالله وقلّة الدين ونحو ذلك ، ولا ريب أنّ هذا بهتان عظيم ، ومنشأ ذلك أنّه كان يتشيّع ، (شنشنة أعرفها من أخزم) ...».
وذكره الخوانساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة الشيخ علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل قائلاً :
«... وهو غير علي بن الحسن بن عنترة المعروف بشُمَيم ـ كزُبَير ـ الحسن الحلّي الشيعي النحوي الشاعر صاحب المصنّفات الجمَّة في مطالب مهمّة ...».
وجاء في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(٣) للسيّد حسن الصدر ما نصّه : «ومنهم شميم الحلّي النحوي اللغوي من جبال العلم ، واسمه
__________________
(١) الكنى والألقاب ٢/٣٧٠.
(٢) روضات الجنات ٥/٢٠٥.
(٣) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٦.