يجد عنده التقدير المناسب : «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرّقون بين الدُّرِّ والبعر والياقوت والحجر».
وأمّا تسميته بـ : شُمَيم فقد ذكر ياقوت(١) لهذه التسمية سبباً له فيها مآدب ، فذكر قائلاً :
«قلت : لم سمّيت بالشُمَيم؟ فشتمني ثمّ ضحك وقال : اعلم أنّي بقيت مدّة من عمري (ذكرها هو ونسيتها أنا) لا آكل في تلك المدة إلاّ الطيِّب (الطين) فحسب قصداً لتنشيف الرطوبة وحدِّة الحفظ ، وكنت أبقى أيّاماً لا يجيئني الغائط ، فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين ، وكنت آخذه وأقول لمن أنبَسِطُ إليه : شُمَّهُ فإنّه لا رائحة له ، فكثر ذلك حتّى لقبت به ، أرضيت يابن الفاعلة. هذا آخر ما جرى بيني وبينه».
أقول :
من البعيد أن يكون لقب (شُمَيم) قد أتاه من هذا الفعل الذي لا يتناسب مع أخلاقه وجلالة قدره. وإنّ هناك باعتقادي سبباً آخراً لهذه التسمية أعرض عن ذكره ياقوت لسوء عقيدته في المترجم له والذي قد يكون أنّه لُقِّب بـ : شُمَيم لتمتّعه مثلاً بحاسّة شمٍّ قوية ، أو أنّ أحد آبائه لقّب بهذا اللقب نسبة إلى حادثة معيّنة ، والله سبحانه العالم.
وذكره الخاقاني في شعراء الحلّة(٢) قائلاً :
«هو أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الملقّب بمهذّب الدين والمعروف بـ : شُمَيم الحلّي ، من مشاهير الأدباء الذين حفلت بذكرهم كتب السير والرجال ، وحياته مليئة بالأعاجيب والصور الغريبة
__________________
(١) معجم الأُدباء ١٣/٥٩.
(٢) شعراء الحلّة ٣/٣٨٣.