أقول :
عند اطلاع الباحث المنصف على ما ذكره ياقوت في ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي يجد أنّه قد نسب إليه أقوالاً وأفعالاً لا تتناسب ومكانة المترجم له العلمية والأدبية وأنّه قد أساء إليه في ذلك إساءة بالغة ، ويمكن للباحث المتتبّع أن يلمس ذلك التناقض الواضح في أقواله عند ترجمته للشيخ شُمَيم الحلّي ، وإليك بعض الفقرات المهمّة من هذه الترجمة :
قال ياقوت : «وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها مطبقين على وصف هذا الشيخ ، فقصدت إلى مسجد الخضر ...».
وقال في موضع آخر(١) : «حدّثني محمّـد بن حامد بن محمّـد بن جبريل بن محمّـد بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشر وستمائة في ربيع الأوّل منها ، قال : لمّا ورد شميم الحلّي إلى الموصل بلغني فضله ، فقصدته لأقتبس من علومه ، فدخلت عليه ، فجرى أمري على ما هو معروف به من قلّة الاحتفال بكلِّ أحد ...».
وقال في موضع آخر أيضاً(٢) : «حدّثني الآمدي الفقيه قال : بلغني أنّه لمّا قدم الحلّي إلى الموصل إنثال إليه الناس يزورونه ، وأراد نقيب الموصل (وهو ذو الجلالة المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد) زيارته فقيل له : إنّه لا يعبأ بأحد ولا يقوم من مجلسه لزائر أبداً ، فجاءه رجل وعرَّفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلوِّ منزلته من الملوك فلم يردَّ جواباً ، وجاءهُ النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن
__________________
(١) معجم الأُدباء ١٣/٦٣.
(٢) معجم الأُدباء ١٣/٦٥.