الله المجيد مصوناً بين الدفّتين ، وكان له عليهالسلام ذلك ، فقد بقي القرآن الكريم محفوظاً طبقاً للوعد الإلهي : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(١).
١ ـ شخصيّة عليٍّ عليهالسلام والقرآن الكريم :
ويؤيّد اهتمام عليٍّ عليهالسلام بجمع القرآن الكريم زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)المساجلة بينه عليهالسلام وبين طلحة.
«قال طلحة : ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك عنه من القرآن ألا تظهره للنّاس؟ قال عليهالسلام : يا طلحة عمداً كففتُ عن جوابك ، فأخبرني عمّا كتب عمر وعثمان أقرآن كلّه أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة : بل قرآن كلّه. قال عليهالسلام : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار ودخلتم الجنّة ...»(٢).
ووجه الدلالة أنّ عليّاً عليهالسلام كان يخشى أن تترك الثقافة الاجتماعية التي تربّى عليها البعض من الذين أسلموا لاحقاً آثارها على القرآن ، ولكن عندما اطمأنّ إلى صحّة جمعه قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النّار. وهذا دليل على أنّ القرآن محفوظ بين الدفّتين لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف.
وشخصيّة كعليٍّ عليهالسلام اهتمّت بالقرآن منذ نزوله تعلم أنّ المخرج من الفتن هو كتاب الله ، فهو القائل عليهالسلام عندما سُئل بأنّ اُناساً يخوضون في الأحاديث في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «أما إنّي قد سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ستكون بعدي فتن ، قلتُ : وما المخرج منها؟
__________________
(١) سورة الحجر ١٥ : ٩.
(٢) كتاب (سليم بن قيس) : ١٠٠.