الضمير للرسول صلىاللهعليهوسلم ، أي ولا تضروه ، لأن الله وعده النصر ، ووعده كائن لا محالة. (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي من التعذيب والتبديل ونصرة دينه بغيرهم. وفي هذا التوعد ، على من يتخلف عن الغزو ، من الترهيب الرهيب ما لا يقدر قدره.
تنبيه :
قال بعضهم : ثمرة الآية لزوم إجابة الرسول صلىاللهعليهوسلم إذا دعا إلى الجهاد ، وكذا يأتي مثله في دعاء الأئمة ، ويأتي مثل الجهاد ، الدعاء إلى سائر الواجبات ، وفي ذلك تأكيد من وجوه :
الأول ـ ما ذكره من التوبيخ.
الثاني ـ قوله تعالى (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) وأن الميل إلى المنافع والدعة واللذات لا يكون رخصة في ذلك.
الثالث ـ في قوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا) فهذا زجر.
الرابع ـ قوله تعالى : (فَما مَتاعُ ...) الآية ـ وهذا تخسيس لرأيهم.
الخامس ـ ما عقب من الوعيد بقوله (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ).
السادس ـ ما بالغ فيه بقوله (عَذاباً أَلِيماً).
السابع ـ قوله (وَيَسْتَبْدِلْ ...) الآية.
الثامن ـ قوله (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ففيه تهديد.
وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٤٠)
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ) أي بالخروج معه إلى تبوك (فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ