قيل له : ألا نتخذ لك منبرا يحمل عظامك؟ وقيل : كان يخطب وهو مستند إلى جذع ، وكان القيام يشق عليه ، فعرض عليه تميم الدارى أن يضع له منبرا كالذى رآه فى الشام ، وصنع المنبر غلام من الأنصار أو من بنى ساعدة. وكان ثلاث درجات ، وزاده مروان فى خلافة معاوية إلى ست درجات كما هو اليوم ، وحكاية أن تميما هو الذى صنع المنبر ، وأنه استحضر فكرته من الشام خطأ للترويح لفكرة تأثير النصرانية فى الإسلام ، وخطأ هذا الادّعاء ، لأن المنبر فى المساجد لا يشبهه شىء عند اليهود والنصارى ، فهو إبداع عربى محض وعمارة عربية خالصة ؛ ونسبة المنبر إلى تميم لأنه كان راهبا قبل أن يعرف عنه إسلامه فى السنة التاسعة ، والصحيح أن المنبر صنعه الأنصار قبل ذلك بكثير ، فقد قيل أنه ـ فى خبر الإفك ـ ارتقى النبىّ صلىاللهعليهوسلم منبر المسجد وخطب فى الناس. وخبر الإفك كان عقب غزوة المريسيع فى شعبان سنة ست. وهم الذين اقترحوا فكرته.
* * *
١٩١٠ ـ الأذان يوم الجمعة
كان الأذان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبى بكر أذانين يوم الجمعة ، يعنى الأذان والإقامة ، وكان أوله إذا جلس الإمام على المنبر ، فلما كان عهد عثمان ، وكثر الناس ، زاد عثمان النداء الثالث قبل خروج الإمام ، ليعلم الناس أن الجمعة قد حضرت.
* * *
١٩١١ ـ النبىّ صلىاللهعليهوسلم إذا خطب الجمعة
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا خطب فى الحرب خطب على قوس ، وإذا خطب فى الجمعة خطب على عصا ، أخرجه ابن ماجة ، أى يستند عليها.
* * *
١٩١٢ ـ النبىّ صلىاللهعليهوسلم إذا صعد المنبر
كان النبى صلىاللهعليهوسلم إذا صعد المنبر يخطب للجمعة : سلّم ، أخرجه ابن ماجة ، يعنى يقول : «السلام عليكم».
* * *
١٩١٣ ـ هل كان النبىّ صلىاللهعليهوسلم يخطب الجمعة قائما؟
كان يخطب قائما ثم يقعد ، ثم يقوم ، ولا يتكلم فى قعدته. أورده البخارى ورواه ابن عمر.