لقد أوحى إلىّ كما أوحى إليه ، ولئن كان كاذبا ، لقد قلت كما قال. فارتدّ عن الإسلام ولحق بالمشركين ونزلت الآية. وأسلم ابن أبى سرح فى فتح مكة فحسن إسلامه.
١٠ ـ وفى قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ) (١٠٠) : قيل : الآية نزلت فى مشركى العرب ، ومعنى إشراكهم بالجن أنهم أطاعوهم ، وقيل : نزلت فيمن قال : الملائكة بنات الله. وقيل : نزلت فى الزنادقة ، قالوا : الله وإبليس أخوان ، والله خالق الناس والدواب ، وإبليس خالق الجان ، ويقرب من هذا قول المجوس : لله صانعان : قديم ومحدث. ومن ادعى أن لله بنات هم الملائكة سموهم جنا لاجتنانهم ، أى لاستتارهم. والنصارى ادعت أن المسيح ابن الله ، واليهود عبدوا أنفسهم ، وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ، فجعل كل هؤلاء لله شركاء.
١١ ـ وفى قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠٩) : قيل : سبب هذه الآية أن قريشا قالت للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : تخبرنا أن موسى ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وأن عيسى كان يحيى الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة ، فائتنا ببعض هذه الآيات حتى نصدّقك. وقالوا : اجعل لنا الصفا ذهبا ، فإن فعلته لنتبعنّك أجمعون. فقال لهم النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «لئن أرسل الله آية ولم تصدّقوا عندها ليعذّبنكم». وتركهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى يتوب تائبهم ، فنزلت الآية.
١٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (١٢١) : قيل : جاءت اليهود إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، وقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله؟ فنزلت الآية.
١٣ ـ وفى قوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٢٢) : قيل : نزلت فى حمزة بن عبد المطلب ، وأبى جهل ؛ وقيل : نزلت فى عمر ابن الخطاب ، وأبى جهل ، فالذى أحياه الله وجعل له نورا : حمزة وعمر ؛ والذى فى الظلمات : أبو جهل. والصحيح أن الآية عامة فى كل مؤمن وكافر.
١٤ ـ وفى قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ) (١٢٣) : قيل : نزلت فى «أربعة» كانوا يجلسون على كل عقبة ، ينفّرون الناس عن اتّباع الرسول صلىاللهعليهوسلم.