جسد صاحبه ما عدا العورة ، ولا عورة للغلام الذى لم يبلغ تسعا. وتنظر المرأة من المرأة كل شىء ما عدا ما بين السرّة والركبة ، ولا فرق بين مسلمتين وبين مسلمة وذمية ، ويجوز للرجل أن ينظر من ذوات محارمه إلى ما يظهر غالبا كالرقبة والرأس والكفّين ، ويكره له أن ينظر إلى ساق أمه وصدرها ، ولا يجوز له أن ينظر إلى أم أو بنت من زنى بها ، ويباح للرجال كبار السن أو المصابين بالعنّة أو المرض أن ينظروا إلى الأجنبية ، ويباح للطبيب النظر إلى ما تدعو إليه الحاجة من بدن المرأة وعورتها ، وللمرأة أن تنظر من الرجل إلى ما ليس بعورة.
* * *
١٢٥٠ ـ الفاسقون ملحدون أو عصاة
الفاسق : فى اللغة هو الخارج عن الطاعة ، تقول : فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرتها ؛ ويقال للفأرة فويسقة ، لخروجها عن جحرها للفساد ، وعن عائشة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «خمس فواسق يقتلن فى الحلّ والحرم ..» الحديث ، منها الفأرة. والفاسق فى المصطلح : هو الملحد أو العاصى ، وفسق الملحد أشدّ وأفحش لأنه ينكر الله ولا ينكره العاصى. وفى التعريف بالفاسق يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) (البقرة ٢٧) فهذه أفعال الفاسق ؛ والفسق رجس ، ومنه أن تطعم المحرّمات كلحم الخنزير (المائدة ٢) (الأنعام ١٢١). وفى الآية : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (المائدة ٤٧) ، أن الفاسقين هم الخارجون عن طاعة الله ، وفى نفس المعنى الآية : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ) (المائدة ٤٩) يذكر أن أكثرهم من العصاة المخالفين للحق الناكبين عن الشرع. وفى الآية : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) (المائدة ٩) ، أن الفاسقين هم غالبية أهل الكتاب ، ووصفهم بأنهم نقموا على المسلمين إيمانهم مقارنة بأنفسهم ، ولا يستوى المؤمنون والفاسقون ، كقوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (السجدة ١٨) ، قيل نزلت فى الوليد بن عقبة بن معيط لمّا تلاحى وعلىّ بن أبى طالب ، فقال له الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحدّ سنانا وأردّ للكتيبة ، فقال له علىّ : اسكت فإنك فاسق! قيل : فنزلت الآية ، وهى مدنية مع أن سورة السجدة التى تتضمنها مكية ولم يصف علىّ الوليد بالفسق إلا بناء على الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) (الحجرات ٦) ، قيل : نزلت فى الوليد بن عقبة بن أبى معيط لمّا بعثه النبىّ صلىاللهعليهوسلم مصدّقا (أى