٣ ـ وفى قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى) (١٠) : قيل : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلى فجاءه أبو جهل فنهاه ، فأنزل الله الآية. وقيل : نزلت فى أبى جهل ، قال : إن رأيت محمدا يصلى لأطأنّ على عنقه!
٤ ـ وفى قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) (١٧) (العلق) : قيل : نزلت فى أبى جهل فى تكذيبه للنبىّ صلىاللهعليهوسلم وهو على الهدى ويأمر بالتقوى ، وأبو جهل يكذّب ، والآيات وإن كانت فى أبى جهل فإنها عظة للناس ، وتهديد لمن يمتنع أو يمنع غيره عن طاعة الله.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) (١٨) (العلق) : قيل : أغلب سورة العلق نزل فى أبى جهل ابتداء من الآية السادسة : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) (٦). وقال أبو جهل ضمن ما قال لما سمع بما نزل فيه من القرآن : لئن رأيت محمدا يصلى لأطأن على عنقه. فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «لو فعل لأخذته الملائكة عيانا» أخرجه الترمذى. وعن ابن عباس : أن أبا جهل مرّ على النبىّ صلىاللهعليهوسلم وهو يصلى عند المقام ، فقال له : ألم أنهك عن هذا يا محمد! فأغلظ له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو جهل : بأى شىء تهددنى يا محمد؟! والله إنى لأكثر أهل الوادى هذا ناديا. فأنزل الله عزوجل : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) (١٨).
* * *
١١٠٨ ـ فى أسباب نزول آيات سورة القدر
١ ـ فى قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) : قيل : فى ليلة القدر أنزل القرآن ، والقرآن كله كالسورة الواحدة ، قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (١٨٥) (البقرة) ، وقال (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) (٣) (الدخان) ، قيل : فيها يقدر الله ما يشاء من الأمر إلى مثلها من السنة القادمة.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) : قيل : نزل الآية لبيان فضل ليلة القدر ، وفضل الزمان يكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل ، وما يوجد فى هذه الليلة لا يوجد مثله فى ألف شهر.
* * *
١١٠٩ ـ فى أسباب نزول آيات سورة البينة
١ ـ فى قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (١) : قيل : أهل الكتاب هم اليهود الذين كانوا بيثرب ، وهم قريظة والنضير