أخذها ، فجعل يبحث إلى أن وجد نفسه فى ملأ من بنى إسرائيل ، فرأوه عريانا على أحسن ما خلق الله عزوجل.
٤ ـ وفى قوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٨) : قيل : سبب نزول هذه الآية أن الوحى أبطأ على النبىّ صلىاللهعليهوسلم أربعين يوما ، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود ، أبشروا ، فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه ، وما كان ليتم أمره ، فحزن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنزل الله تعالى هذه الآية واتصل الوحى بعدها.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (١١) : قيل : إن عثمان بن مظعون أراد أن يترهّب ، فنزلت فيه الآية الأولى كسؤال شديد ، وعندئذ قال ابن مظعون : والله لوددت يا نبىّ الله! أىّ التجارات أحبّ إلى الله فأتّجر فيها؟ فنزلت الآية الثانية. وقيل : إن عثمان بن مظعون استأذن يوما الرسول صلىاللهعليهوسلم أن يطلّق خولة امرأته ، ويترهّب ، ويختصى ، ويحرّم اللحم على نفسه ، ولا ينام بليل ، ولا يفطر بنهار ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من سنتى النكاح ، ولا رهبانية فى الإسلام ، إنما رهبانية أمتى الجهاد فى سبيل الله ، وخصاء أمتى الصوم ، ولا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكم ، ومن سنتى أنام وأقوم ، وأفطر وأصوم ، فمن رغب عن سنتى فليس منى».
٦ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) (١٤) : قيل : نزلت الآية فى أبى بكر ، وعمر ، وعلىّ ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن مالك ، وأبى عبيدة ، وعثمان بن مظعون ، وحمزة بن عبد المطلب ، فهؤلاء أنصاره صلىاللهعليهوسلم وحواريوه.
* * *
١٠٧٣ ـ فى أسباب نزول آيات سورة الجمعة
١ ـ فى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢) : قيل : الأميون : العرب ، وكان العرب أمة أمية ، لا يكتبون ولا يقرءون ، وكذلك كانت قريش ، فأرسل اليهم رسولا منهم ـ يعنى أميا مثلهم ، ونزلت هذه الآية امتنانا.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣) : قيل :