وقرى الأضياف ، وحفظ الجوار ، ولكنهم كفروا بالله ، وأنكروا الدعوة ، وحرضوا الناس على أن لا يؤمنوا ، فما أغنتهم مكارمهم عن الله شيئا. وهؤلاء كانوا : أبا جهل ، والحارث بن هشام ، وعتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، وحكيم بن حزام ، ومنبّه ونبيه ابني الحجاج ، وأبا البخترى بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، والحارث بن عامر بن نوفل ، وأبىّ وأميّة ابني خلف.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) (٤) : قيل : نزلت الآية يوم أحد ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فى الشعب ، وقد فشت فى المسلمين الجراحات والقتل ، ونادى المشركون : أعل هبل ، ونادى المسلمون : الله أعلى وأجلّ ، وقال المشركون : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : قولوا لا سواء. قتلانا أحياء عند ربّهم يرزقون ، وقتلاكم فى النار يعذّبون» ، فقال المشركون : إن لنا العزّى ولا عزّى لكم ، فقال المسلمون : الله مولانا ولا مولى لكم!
٣ ـ وفى قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) (١١) : قيل : نزلت يوم أحد ، إذ صاح المشركون : لنا العزى ولا عزّى لكم ، فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «قولوا الله مولانا ولا مولى لكم».
٤ ـ وفى قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) (١٣) : قيل : لما خرج النبىّ صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال : «اللهم أنت أحبّ البلاد إلى الله ، وأنت أحبّ البلاد إلىّ ، ولو لا المشركون أهلك أخرجونى لما خرجت» فنزلت الآية.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) (١٦) : قيل : الذين قالوا ذلك هم المنافقون : عبد الله بن أبىّ بن سلول ، ورفاعة بن التابوت ، وزيد بن الصلت ، والحارث بن عمرو ، ومالك بن دخشيم ، وكانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة ، فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه ، فإذا خرجوا قالوا : ما ذا قال آنفا؟ وكانوا يحضرون عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع المؤمنين ، ويستمعون ما يقول ، حتى إذا خرجوا من عنده وقاموا من مجلسه قالوا ما ذا قال؟ أو ما ذا فهمتم مما قال؟ وما هو الجديد فيما قال؟!
٦ ـ وفى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (١٧) : قيل : نزلت هذه الآية فيمن آمن من أهل الكتاب.
٧ ـ وفى قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (٢٢) : قيل : نزلت فى بنى أمية ، وبنى هاشم ، قال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : هم هذا الحىّ من قريش ، أخذ الله عليهم إن ولوا الناس ألا يفسدوا فى الأرض ولا يقطعوا أرحامهم.