٥ ـ وفى قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢٢) : قيل : الآية نزلت فى علىّ وحمزة. وقيل : نزلت فى عمر بن الخطاب. وقيل : نزلت فى عمّار بن ياسر. وقيل : نزلت فى الرسول صلىاللهعليهوسلم. وقيل : الآية عامة فيمن شرح الله صدره للإيمان.
٦ ـ وفى قوله تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٢٣) : قيل : إن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألوه أن يحدّثهم ، فأنزل الله عزوجل : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ...) ، فقالوا : لو قصصت علينا؟ فأنزل : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) (٣) (يوسف) ، فقالوا : لو ذكّرتنا؟ فنزل : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١٦) (الحديد).
٧ ـ وفى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) (٣١) : قيل عن الزبير أنه قال : لقد عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى هذه الآية نزلت فينا ، فقلنا : وكيف نختصم ونبينا واحد ، وديننا واحد؟ إلى أن رأينا بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف ، فعرفنا أن الآية فينا نزلت. وقال : لقد عرفنا أن الآية نزلت فينا لمّا قتل عثمان واندلعت الفتنة بين المسلمين.
٨ ـ وفى قوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٣٣) : قيل : الآية نزلت فى النبىّ صلىاللهعليهوسلم وفى أبى بكر الصديق ؛ فالنبىّ صلىاللهعليهوسلم هو الذى جاء بالصدق ، وأبو بكر الصدّيق هو الذى صدّق به ؛ أو هم المؤمنون ، بدليل قوله تعالى : (هُمُ الْمُتَّقُونَ).
٩ ـ وفى قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٦) : قيل : إن قريشا حذّرت النبىّ صلىاللهعليهوسلم لئن لم ينته عن شتم آلهتهم ، فإنه سيصيبه منها الخبل أو الجنون. وقيل : قالت قريش : لئن لم ينته محمد عن سبّ آلهتنا وتعييبها لنسلطنّها عليه ، فتصيبه بخبل وتعتريه بسوء.
١٠ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٥) : قيل : نزلت فى قراءة النبىّ صلىاللهعليهوسلم سورة النجم عند الكعبة ، وقيل إن الشيطان ألقى فى أمنيته عند القراءة : «تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم ترتجى». فإذا هم يستبشرون ـ أى يفرحون وهذا هراء وسخف ، لأن النبىّ صلىاللهعليهوسلم معصوم ، وإلا فكيف يؤتمن على الرسالة؟!