والخزرج حلفاء بنى قريظة ؛ والنضير والأوس والخزرج إخوان ، وقريظة والنضير إخوان ؛ ثم افترقوا ، واقتتلوا ، ووقعوا أسارى ، فكانوا يفدون أساراهم ، فعيّرهم الله بذلك.
١٨ ـ قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٨٩) : قيل : القرآن مصدّق لما معهم ، وكانوا من قبل يعيّرون الذين كفروا ويتكبّرون بما عندهم من الكتاب ، فلما نزل القرآن يعادل ما عندهم كفروا به ، فنزلت الآية تفضح عنصريتهم وتبيّن أن إيمانهم ليس لله ، فلأن القرآن يصدّق على التوراة فكان الأحرى بهم أن يؤمنوا بالقرآن طالما هم يؤمنون بالتوراة ، وطالما أن عندهم ما يدلهم على كونه منزّلا من عند الله.
١٩ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (٩١) : قيل : نزلت تنفى عن اليهود إيمانهم المدّعى بالله ، فلو كانوا مؤمنين فلم قتلوا النبيين ، كزكريا ويحيى ـ وكما قيل ـ وعيسى ابن مريم؟
٢٠ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) (٩٢) : قيل : نزلت بسبب اتخاذهم العجل ، صنعوه من ذهب ، وصنعه لهم السامرى ، فلما غاب موسى على الجبل ، وكان قد وعدهم أنه يغيب شهرا ، فزاد الشهر عشرة أيام ، صنعوا العجل ليحتفلوا ويصخبوا ، وفى ذلك نزلت الآية.
٢١ ـ وفى قوله : (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٩٤) : قيل : نزلت فى اليهود ، قالوا إن لنا الجنة من دون الناس ، فنزلت الآية تؤكد أنهم كاذبون ، فلو كانت لهم الجنة لتمنوا الموت حالا ، ولكنهم يخشونه لما يعلمون أنهم ارتكبوه من مظالم.
٢٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) (٩٦) : قيل : نزلت فى اليهود وتنبّه إلى صفة فيهم هى حبّهم للدنيا ، يتمنون لو يعيش الواحد منهم ألف سنة ، فلو كانوا سيدخلون الجنة لما تمنوا أن يعمّروا ، ومهما تمنّوا أن يطول بهم العمر فهم حتما إلى العذاب فى نهاية الأمر.
٢٣ ـ فى قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) (٩٨) : قيل : سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : ليس من نبىّ من