فى السامرة عند الأسرة الشونمية ، وفيها سرير ومائدة وكرسى ومنارة ، وكان يأوى إليها كلما حضر إلى المدينة فى رحلاته النبويّة. وكانت له كرامات أو معجزات بحسب اعتبارنا له ، فإن عددناه من الأولياء فهى كرامات ، وإن عددناه من الأنبياء فهى معجزات ، ومن ذلك أفعاله مع الأرملة التى ما كانت تجد ما بقيتها وابنيها بعد وفاة زوجها ، فبارك الزيت الذى تبيعه ، فكلما أشرفت أوعيته أن ينضب فيها الزيت ، عادت إلى الامتلاء ، فكانت تبيعه وتقضى دينها ، وتتعيش هى وابناها ؛ ولمّا شكت له الشونمية أنها لا تلد ، وزوجها شيخ ، باركها فولدت ابنا ؛ ومرض الابن يوما ومات ، فركبت الأم إلى جبل الكرمل حيث يقيم ، وحاول خادمه حيجزى أن يصرفها عنه ، ولكنها ارتمت على قدميه ، فقام إلى الصبى وارتمى عليه ، وجعل فاه على فيه ، وعينيه على عينيه ، وكفّيه على كفّيه ، وتمدد عليه حتى سخن جسد الصبى ، فعطس سبع مرات وفتح عينيه. وشكا له أهل أريحا أن ماء بلدهم رديء ، والأرض مجدبة بسبب ذلك ، فأضاف ملحا إلى منبع الماء ، فصفى الماء وعذب (ملوك رابع ٢ / ١٩ ـ ٢١). وتنبأ بنجاح الحملة على موآب ، وأمطر السماء ليشرب الجنود والناس والماشية والبهائم (ملوك رابع ٣ / ١٧ / ١٨) ؛ وأبطل السمّ فى قدور الرجال ليأكلوا (ملوك رابع / ٤٠ ٤) ؛ وأطعم مائة رجل بعشرين رغيفا (ملوك رابع ٤ / ٤٣) ؛ وشفى نعمان الآرامي من برصه ، بأن أمره أن يغتسل سبع مرات فى الأردن ، ففعل وشفى ، فتهوّد هو ومن معه (ملوك رابع ٥ / ١٩) ، ولمّا أخذ خادمه حيجزى مكافأة على شفائه دون علمه ، عاقبه بأن أصابه بالبرص الذى كان بنعمان مدى حياته (ملوك رابع ٥ / ٢٧) ؛ ولما سقط الحديد فى الماء وكان عارية ، جعله يطفو إلى السطح على عكس قوانين الفيزياء (ملوك رابع ٦ / ٥) ؛ وعرف غيبا بمكامن جيش الآراميين فحذّر الإسرائيليين ، وحدث ذلك عدة مرات ، حتى أن ملك أرام اتهم أحد أتباعه بأنه عميل الإسرائيليين بين جنوده ، وأنه يبلّغهم بتحركاتهم (ملوك رابع ٦ / ١١) ؛ ودعا على غزاة أرام فضربوا بالعمى ، ثم دعا لهم فأبصرت عيونهم ، فصنع لهم مأدبة عظيمة فأكلوا وشربوا ، ثم أطلقهم فلم يعودوا يأتون إلى أرض بلاده (ملوك رابع ٦ / ٢٣) ؛ وتنبأ فى حصار السامرة أن المجاعة ستنتهى والحصار سيرفع (ملوك رابع ٧ / ٤) ، وأرسل إلى يا هو بن يوشافاط من يمسحه بالدهن ويبشّره أنه سيكون ملكا على إسرائيل وقد كان (ملوك رابع ٩ / ١). ومرض اليسع وزاره يوآش ملك إسرائيل ، فتنبأ له أنه سيضرب الآراميين ثلاث مرات ، وقد كان ؛ ومات اليسع فدفنوه ، وفى عدوان للأراميين كان جماعة يدفنون أحد الموتى ، فلما لمحوا الغزاة رموا الميت فى قبر اليسع ، ومسّ الميت عظامه فعادت إليه الحياة وقام على قدميه. فإلى هذا الحد إذن كانت معجزات اليسع أكبر من معجزات المسيح؟! وكانت لفائدة الناس أكثر مما كانت معجزات المسيح ، ومع ذلك عبد النصارى المسيح ولم