وعن كعب الأحبار نقل البغوى عن الآية : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) (الكهف ٩٤) : أن يأجوج ومأجوج هم نادرة ولد آدم ، وذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب ، فخلق الله من ذلك الماء يأجوج ومأجوج ، فهم يتصلون بنا من جهة الأب دون الأم!! ـ وهذا أغرب كلام ، فلم يبين لنا كيف امتزجت النطفة بالتراب؟ هل احتلم وألقى بها وهو يحتلم على الأرض؟ ولما ذا خلق الله من هذه النطفة بالذات يأجوج ومأجوج؟ وهل كان فى حاجة إلى مثل هذه النطفة ليخلقهما؟ ـ وقال البغوى نقلا عن مجاهد فى الآية : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) (يوسف ٢٤) ، قال : حلّ سراويله وجعل يعالج ثيابه! ـ وعن الضحّاك قال : ضرب الشيطان فيما بينهما. فضرب بإحدى يديه إلى جيد يوسف ، وباليد الأخرى إلى جيد المرأة ، حتى جمع بينهما! ـ ونقل عن السدىّ : أن المرأة ظلت به تراوده وتزيّن له اللذة ، وهو شاب ويجد من شبق الشباب ما يجده الرجل ، وهى امرأة حسناء جميلة ، حتى لان لها مما يرى من كلفها به ، وهمّ بها ، لو لا أن تداركه ربّه بالبرهان! ـ وقال قتادة فى البرهان : رأى صورة يعقوب يلومه. ـ وقال الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك : انفرج سقف البيت فرأى صورة يعقوب عاضا على إصبعه ، فضرب بيده على صدره ، فخرجت شهوته من أنامله! ـ وعن ابن عباس قال : إن يوسف حلّ الهيمان (يعنى السراويل) ، وقعد منها مقعد الرجل من امرأته ، فإذا بكفّ قد بدت بينهما بلا معصم ولا عضد ، مكتوب عليها : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) (١٢) (الانفطار) ، فقام هاربا ، وقامت ، فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ، فظهرت تلك الكفّ مكتوبا عليها : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) (٣٢) (الإسراء) ، فقام هاربا وقامت ، فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ، فظهرت تلك الكفّ مكتوبا عليها : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) (البقرة ٢٨١) ، فقام هاربا وقامت. فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ، فقال الله عزوجل لجبريل : «أدرك عبدى قبل أن يصيب الخطيئة»! فانحط جبريل عاضا على إصبعه يقول : «يا يوسف! أنت تعمل عمل السفهاء ، وأنت مكتوب عند الله من الأنبياء». ومسحه بجناحه فخرجت شهوته من أنامله!!!
فهذا النوع من الكتابات فى تفسير القرآن هو الذى يسمونه الإسرائيليات ، باعتبار صاحبه يتوخى ثقافة أخرى بخلاف الثقافة الإسلامية ، وهى الثقافة الإسرائيلية ، نتيجة قراءاته الكثيرة فى تفاسير اليهود للتوراة ، وهى تفاسير تتبع نفس المنهج ، وليست لها مرجعية من القرآن ولا السنّة ، وكثير منها ينافى العقل والشرع ، وتجافى الطبع العربى ، وأصحابها يقال