قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1246

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    346/1246
    *

    يثيرونها هم أهل الباطل ، أهل النفاق. وقد تشتد الفتن وتزيد وطأتها ، وربما يتمنى الناس لو ماتوا ، وقد يغبطون أهل القبور ، فإذا عاينت ذلك أيها المسلم ، فربما ما تعاينه من علامات الساعة ، وأنه من الفتنة ، وأن الناس ما ملأها الخوف إلا أن يروا دينهم قد ذهب ، بغلبة الباطل وأهله ، وظهور المعاصى والمنكر فلا أقل حينئذ أن يتمنوا الموت.

    * * *

    ٤٠٢. ذهاب الدين من علامات الساعة

    يقول تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) (٣) (سبأ) قيل : إن أبا سفيان فى زمنه كان يقول : واللات والعزّى لا تأتينا الساعة أبدا ، ولا نبعث» ، ولذلك نزلت الآية ، وكل وقت وفيه مثل أبى سفيان ، والآية يردّ الله بها على من ادّعى بطلان الساعة عامة ، وأبو سفيان يحلف باللات والعزى ، وأهل الباطل يقسمون بالباطل ، وفى ذلك الحديث : «لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزّى» أى عند ما لا يكون القسم إلا بالباطل تقوم الساعة ، وكأن الباطل سينتصر ، وكأننا ما فعلنا شيئا ، وكأن من مات فى سبيل الله مات من أجل قضية خاسرة ، فالانتصار مرة أخرى وعلى المدى الطويل ، وفى نهاية الأمر ، للّات والعزّى ـ أى للباطل والضلالة! وفى القرآن غير ذلك ، لأن الله قد وعد المسلمين أهل الحق أن يكون النصر لهم ولدينهم ، فكيف يعود الناس لعبادة الضلال من جديد؟ والثابت فى القرآن أن أهل الحق مستخلفون فى الأرض كقوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) (٥٥) (النور) ، وقوله : (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ) (١٧٢) (الصافات) ، وقوله : (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٥٦) (المائدة) ، فكيف إذن يعود الناس لعبادة اللات والعزّى؟ وقال الفقهاء : ربما المعنى أن الدين لا ينقطع بالكلية من جميع أقطار الأرض ، فيبقى منه شىء ، إلا أن ما يبقى يكون مع ذلك ضعيفا ، ويعود الإسلام غريبا كما بدأ. ويناقض ذلك الحديث الآخر : «لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم ...» ، والمغزى العام أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة ، وأن القرآن لا يمكن أن يضيع من السطور ، ولا أن ينمحى من الصدور. وهناك الحديث : «لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ، هم شرّ من أهل الجاهلية» ، ولا يعنى الحديث أن كل الناس أشرار ، ويقابله الحديث : «لا تزال عصابة من أمتى يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك» ، وفى القرآن فى وصفهم : (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَ