فزوّجها عثمان بن مظعون. وما كان الرسول صلىاللهعليهوسلم يحب النساء كالحديث المزعوم عن أنس ، وما كان يهمه إلا الدعوة إلى الله ، وأن يدخل الناس فى الإسلام ، وأما المستشرقون ومزاعمهم فسيظل ذلك دأبهم ، ولن يتوقفوا عن اللغط فى سيرته صلىاللهعليهوسلم وسيرة زوجاته ما داموا يستهدفون الإسلام ، وحسبنا الله!
* * *
٢٤٨. ردّ القرآن على فرية أنه مزواج
حسد اليهود العرب أن تكون فيهم نبوة ، وحسدوا النبىّ صلىاللهعليهوسلم على القرآن والحديث ، وحسدوه على ما أحلّ الله له من النساء ، فردّ عليهم الله حسدهم ، فقال : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) (٥٥) (النساء) ، يعنى أن الملك والكتاب كانا فيهم فلم يحسدهم أحد ، وكان ملك داود وسليمان مضرب الأمثال ، وكانت لإبراهيم وداود ، وسليمان ، كثرة من النساء ، وبلغ عددهن عند سليمان : ألف امرأة : ثلاثمائة مهرية (يعنى بمهر) ، وسبعمائة سرّية ؛ وعند داود مائة امرأة ، وعند إبراهيم ثلاث ، وعند يعقوب أربع ، فهل فعل النبىّ صلىاللهعليهوسلم إلا ما فعل هؤلاء؟ وكان اليهود ، ومن بعدهم المستشرقون من اليهود والنصارى ، يعيبون على النبىّ زواجه من تسعة ، وحجّتهم : لو كان نبيا ، ما رغب فى كثرة النساء ، ولشغلته النبوة عن ذلك؟ وما يقدمونه من تبريرات لزواج داود وسليمان هى نفسها تبريرات زواجه صلىاللهعليهوسلم ، ولكنهم يقبلون مبررات زواج داود وسليمان وحتى إبراهيم ، ولا يقبلون نفس التبريرات للنبىّ صلىاللهعليهوسلم. قالوا : إن هؤلاء ـ يقصدون إبراهيم وداود وسليمان ـ أرادوا بالزواج المصاهرة وكثرة العشيرة ، فكل امرأة يتزوجونها لها قبيلتان ، واحدة عن طريق الأب ، وواحدة عن طريق الأم ، فكلما تزوّج أىّ منهم امرأة توجهت قبائلها إليه ، وكانوا له عونا على أعدائه. فلما ذا يصحّ ذلك مع أنبيائهم ولا يصحّ مع نبيّنا؟! والذى حدث أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم كان فى بعض زيجاته يتألّف أعداءه ، وفى بعضها كان يأوى المسلمات المترملات باستشهاد أزواجهن وهم أصحابه. والآيتان السابقتان الآن لا تنصرف معانيهما إلا إلى ما تعظان به عموما من النهى عن الحسد.
* * *
٢٤٩. أغلب الرسل لهم أزواج وذرية
عاب اليهود على النبىّ صلىاللهعليهوسلم الزواج بأكثر من واحدة ، وعيّروه بذلك ، وقالوا : ما نرى لهذا الرجل همة إلا النساء والنكاح ، ولو كان نبيا لشغله أمر النبوة عن النساء ، فأنزل الله